الأحد ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم الشربيني المهندس

لقـاء..

قصة وتعليقات

أخلفا موعدهما وانطلق الأول في طريقه حتي اقترب من منطقة نفوذها فخلع كبريائه وانحني يلتقط من قطوف دلالها.. خلعت عليه بعضا من همساتها فانتشي وراح يشرب من كأس آهاتها حتي الثمالة.. عندما فرغت الكأس حملق في القـاع فوجـد صديقه.

+ + +

(( يقول سيدني: يقـــــــول الرجل في المرأة ما يريد..
لكن المرأة تفعل في الرجــل ما تريد..!))


الشربيني المهندس

توقيع جميل لسرد يحمل تأويلات عدة. سأكتفي باجتهاد أول مؤداه أن هذا الرجل قد خالف الموعد مثلما فعلت هي، وبدون اتفاق طفقا يشربان من متعة مؤجلة.

وفي اجتهاد ثان يكتشف نفس البطل ـ ولابد ان ينكسر لذلك بعد انتهاء الفعل ـ أن هناك من سبقه في ارتشاف نفس الكأس.

النص كما نرى حمال أوجه. ورغم مكر الكاتب فلن أسأله ماذا قصدت وسأكتفي بمتعة الاكتشاف التي شاركت فيها ناقدا وراصدا

((سمير الفيل / دمياط /مصر))

غـريق

..هاي..

أشار بيده لتمثال الحرية والابتسامة تزداد اتساعا..

نرحب بالمعذبين في الأرض ..

لقد تغير الأمر.. سنبني تمثالا صغيرا هناك..

رفع اليانكي عاليا.. أدار التمثال ظهره وضحكات جورج تنطلق عالية..

تحركت القافلة شرقا تحمل الأصدقاء، تاركة النهر خلفها وهي في طريقها للنهر الجديد..

شعر بموجة حزن خلفه.. توقف الصفير فسأل توني المبتسم دائما عن السبب والذي عجز عن الإجابة، بينما تلعثم جاك..

أصاخ السمع..

كانت أسماك النهر تبكي لما أصابها نتيجة استخدام الديناميت في الصيد، بينما كانت الحيتان ترقص طربا..

هز رأسه يجب أن تصبح كل أسماك العالم لنا لنمنحها حرية الاختيار..

+ + +

..هناك عند مدخل الحدائق المعلقة وبين الرافدين توقفت الأغاني، وهـدأت الموسيقي الصاخبة، وكتم الجميع الأنفاس.. وتركزت الأنظار باتجاه الرقعة الصغيرة، حيث اشتد الصراع وأرتكز المرفقـان علي الطاولة، والتصـق الكفان، وتنافرت العروق، وسقط العرق بغزارة..

دار ديفيد يجمع الرهان..

كانت الرهانات لصالح جورج النجم الجديد..

سقطت ذراع جاك علي الطاولة وكسب جورج الرهان..

.. وبعد الصدمة تعهد جاك باصطياد الحمـام لعشاء الجماعة وتأجيل صيد العصافير تسليما برغبة المجتمع..

صفق الجميع وجورج يقذف القبعة في الهواء وهو يصيح:

سأصطاد سمكة كبيرة من النهر إيذانا ببدء مهرجان الصيد الكبير

سأريكم عجائب التكنولوجيات الجديدة..!!


+ + +

علي ضفاف النهر تقافزت الأسماك..

القي السنارة ذات الشاشات الرقمية في غارة مفاجئة وقد داخله شعور بأن السمك أكثر
اختلافا عما يعرفه..

أخرج السنارة بعد أن شعر بالحركة..

كان بها بعض من الأعشاب الخضراء..

زفراته الحارة انطلقت في الهواء ليعلن أن المقاومة لا تجدي

أعاد البرمجة وأخرجها مرات..

.. كان السمك الصغير يضحك مع غيظه الذي يزداد حدة

قال توني: يجب تغيير الطعم..

همس جورج: إنه الطعم الذي أوصي به ديفيد..

القي السنارة مرة أخري وابتسامة ديفيد تتسع..

أحس بحركة شد قوية.. أرخي يده قليلا فزاد إحساسه بالشد

جذب السنارة بكل قوته رغم المقاومة الشديدة، وتوني يصفق لجورج وهو يطير في الهواء معجبا بالتكنيك العصري للصيد وجاك يخفي ابتسامته..

+ + +

((أن يكرهك الناس وأنت تثق بنفسك وتحترمها أهون كثيرا من أن يحبك الناس وأنت تكره نفسك ولا تثق بها))....

المبدع الشربيني..عبر ثلاث محطات ينقلنا النص إلى مهرجان الصيد من "هاي" جورج إلى "ابتسامة" جاك الخفية، وبين هذه وتلك حكاية لتحولات الفعل وتجاذبات الفواعل ومهماتها في اتجاه واحد هو : امتلاك السمك "لمنحها حرية الاختيار"، في يقين ذاتي بالتكنولوجيا الجديدة.

هناك إشارات مضيئة على طول النص تسير بنا نحو الإسقاط في الدوائر السياسية الدولية وأحداثها، لكن هناك إلى جانبها متكأً آخر يسند تنامي الحدث هو "الرهان على التكنولوجي"، بعبارة أخرى فإن الفعل الثقافي في النص أي "التكنولوجيا" تعمل في مواجهة الفعل الطبيعي "الأسماك في النهر".. وإن كانت المعطيات كلها لحد الآن ترجح كفة الثقافي على مستوى السيادة فإنها أيضا تؤكد الهيمنة"السوداء" من خلال التدمير والتلوث التي هي إحدى مستويات "القتل"، لكن يظل الصوت الثقافي المضاد يناضل من أجل عالم أخضر.. عالم بلا حروب.. وعالم للزنابق والأسماك من خلال المواثيق الأخلاقية والاقتصادية التي صارت تتراكم..

الصوت الإبداعي من جهة هو صوت ثقافي بالتأكيد ونضاله أيضا يسير في اتجاه مناهضة "القتل".. لكن "القتل" في النص كان امتدادا للقتل في الحرب، والإضاءات مثل "جورج وتوني وجاك" -أي على مستوى الشخصيات إضافة للتمثال- تسير بنا نحو الواقع الدولي الراهن وعلاقات الأسماك في الوطن الذي ألفنا أن نطلق عليه "من المحيط إلى الخليج" والصياد أو الصيادين..

هذا يعني أن خطاب النص وصل.. فهل كان التصدير في النص من باب الخوف من تشتت رؤية أو فهم القارئ..؟..

على مستوى آخر فإن الراوي ذا عين الكاميرا استطاع أن ينقلنا خطوة خطوة في تنامي السرد نحو أفق مطل على خارطة ما، وإن كان هذا الشكل من الرواة ينزح نحو سلب القارئ عددا من اختياراته في التموقع والتغلغل وغيرها من الوضعيات، وهو ما يمنح الكثير من صعوبة التعامل معه إبداعيا إلا أن التقطيع الذي منحه الكاتب للنص "ثلاثة أقسام" وهي أقسام قصيرة مختومة بنقط تمنح القارئ استراحة يجدد فيها نفسه للمتابعة، إضافة إلى أن الجمل الخواتم في نهاية كل مقطع هي من الجمل الفواتح للشهية القرائية:

"يجب أن تصبح كل أسماك العالم لنا لنمنحها حرية الاختيار.."

أوفواتح لأفق الانتظار "سأريكم عجائب التكنولوجيات الجديدة!..

هناك نقطة أخرى أريد الإشارة إليها هي العنوان المختار للنص "غريق".. وهو عنوان فاتح للسؤال عند نهاية النص: من الغريق..؟

هل السمك..؟ أم الصياد..؟ أم هما معا..؟؟..

وشخصيا حين أعدت قراءة النص مرات اخترت أن يكون الغريق "حرية السمك" و"تمثال الحرية" الذي "سيبنونه صغيرا هناك"..

وأيها المهندس.. دمت مبدعا

((حسام الدين نوالي.. المغرب))

((يقال أن كل دمعة لها نهاية.. ونهاية أي دمعة بسمة..

ولكل بسمة نهاية.. ونهاية البسمة دمعة!))

الأفكار مطروحة على عرض طريق الكتابة، ويتميز كاتب عن آخر في طريقة سبك هذه الأفكار في قالب يكفل المتعة للقارئ العادي ويكفل الفائدة لو التزم بقضية إنسانية سياسية فتتسربل الكتابة بثوب الالتزام. هنا أديب يجيد التقاط الأحداث السياسية اليومية ليسبك منها دونما عناء قصة جديرة بالقراءة. أجمل ما في هذه القصة القفلة غير المتوقعة والتي لا تخلو من سخرية مريرة
((موجة بحر.. السعودية))

((قصة سياسية استطاع صاحيها ـ بجمال ـ أن يقتنص من العادي والمكرر قصة لا تقع في فخ العادي والمكرور، وتُقرأ في كل وقت، وتُثبت أن الأدب يُمكنه أن يُقاوم، و يُعري لحظات الزيف عند المستعمر الذي لم يترك لنا تمثال حرية صغيراً عند ما يرحل، وإنما ستركنا نتذكر مخازيه وأعماله التي تفتقد الإنسانية. الشربين المهندس، تحية لك على نصك الجميل.

((أ.د. حسين محمد علي الشرقية مصر))

قصة وتعليقات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى