الأربعاء ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم ياسمين محمد عزيز مغيب

لَوْ كُنْتَ لِي لَمَاْ كَانَتْ الدّنْيَاْ لِأحَدٍ سِوَاْنَاْ

لو كتبتُ فيكَ لجفّ مِدادُ قلمي قبل أن أصفَكَ، فكلُّ ما فيكَ شعرٌ، وكلّ نفَسٍ من أنفاسكَ نارٌ تُشعلُ ما بداخلي من رماد أنثى.

لا أدري أأنتَ مجنوني أم أنا مجنونتكَ، لو كنتَ لي لمَا كانتْ الدنيا لأحدٍ سوانا.

انثرني حباً في ربيع حياتِك، طوقني ساعةٌ في معصمك حتى لا تقوى على الحياة دون دقاتي، اجعلني شريان يتصل بقلبك كي لا ينبض دوني.

دعْني ألمس بأطراف أناملي شفاةً تتأججُ جوارحي شوقا لنيل شهدِ رضابها، أخشى لو تهمس لشفاتي حريقا يشبُ بغابات روحي، فتذيب جليد نفسي بحرارة مشاعرك التي توقظ صمتي فتنهار جبال كبريائي أمام قوة ساعديك التي تهفو نفسي ليطوقا خاصرتي.

أنتظرُ حبك الطارق لباب قلبي، فأنتَ قيس الذي أتى في منتصف الليل تهفو روحه لقبس من النار، فتناقل الحي خبر ذلك المجنون العائد من فجر التاريخ، فهذا جنون لا يمارسه سوى حبيبي.

أرى حجرا يكسّر زجاجَ نافذتي، ويبثُ الحب في قلبي برسالة منك تعزف على أوتاره، يتردد صداها بين الجبال والوديان فيصرخ الناس ويضيقون ذرعا بجنونك الذي لا أمِلَه، والذي يثير بنفسي الأمل في حبٍ يغير العالم من حولي.

أرى في وجهِكَ كل الرجال قد اجتمعوا ناضجا ومراهقا وعابدا، فعندما أخاطب عقلك أشعر بضالتي، وسطحية فكري، وأمام مشاعرك المندفعة وحبك المتوهج دائما، لا أملك سوى أن أرتمي بخيالي في أحضان مراهقتك التي تثير شوقي للسقوط في براثن حب ما علمتُ به سوى بقصص الحب الرومانسية.

أمعن بعينيك فتلوح لي ابتسامتك لتسلبني من وجوه عابسة وسماء باتساع جرحي.
أشعر أمامك بطفولتي، فلا تتركني حائرة في طريق مظلم لا يمكنني الرجوع منه ما أحوجني لمنارة حبك لتهديني.

تتوارى أحرفي خجلا من التحرر من الأبجديات والمقاييس،ولكن أحاول الكتابة عن حبي لك فأجده يتجسد أمامي في معاني ضعيفة لا تعبر عما أكنه بداخلي من مشاعر نحوك.

حبيبي لو ضاقت بك الدنيا لو أصابتك الأيام بخذلانٍ، أو نالَ منك اليأس في مقتل، تذكرْ أن هناك قلباً يدقُ لأجلك، يحيا عندما يتغنى باسمك، تتراقص خلاياه عندما تطأ قدماك الثرى، تتلعثم شفتاه عندما تتفوه باسمك، حتى وإن تجاهلته، أو سلبتك الأوهام.

تذكر أنني لن أسلو عنك ما حييتُ، ولن أقربَك ما حييتُ ستظل مثل الشمس لا أستطيع أن أحيا دون نورها الذي يبعث بقلبي الدفء والأمان، لكنّ الاقتراب منها يعتبر درباً من الجنون، لأنه يعني الاحتراق والموت الأكيد.

فأنتَ مثل الجاذبية الأرضية أحتاجُ لقوة دفعٍ صاروخية حتى أفلت من مداراتك، فإذا رحلتُ عنكَ لأي كوكب حتما سأعود لأنكَ أنتَ الوطن وكيف أحيا بلا وطني؟؟!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى