الاثنين ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
أتقتلون رجلا أن يقول ربّيَ الله (*)
بقلم حسين عتروس

مرثية الحلاج

الشوقُ أفنى
والبعد أدنى
والروح ولْهى، قربها أو بعدها سيّانُ
والحبّ أغمى بالدموع الساكباتِ الخمر من أجفاني
والحقّ قد دنى، أراني لوحةَ العِرفانِ
والنور إذ سرى، يُحرِّق نضارَ جسمي...
يَستهلك الأفنان في "قد كُشِفتْ أستاري"
فلا أرى من ماثلٍ، غير هوى الرحمانِ
فأينني أفي السما، فوق الثرى، أم حبّهُ أشجاني
أحبتي طال العنا وحُمَّتِ الأقدارُ
يا حاسدي في حبِّهِ، فكلّنا فيه سواءُ
إنّي أرى ثمرَ الْحبيبِ، حان قطف زهرها...
زهرُ الرّبيعِ من فناءٍ قد كستْهُ حلّةُ النيروزِ
 
** ** **
 
فوق الصليبِ رَيُّها أبداني
تناثرت، وانفصلتْ أجزائي
لم يبقَ لي إلى الصباحِ غير قلبٍ ولسانِ
قد زاد عشقي وانفصالي منكمُ
لم يبق بيني [1]، قربهُ قد جاني [2]
فُصَّ الرئيسُ، ماتتِ الأجزاءُ
قد سكتتْ عنهمْ لواجعي التي من عنتِ الإبصارِ
قدِ استراحَ العبدُ يا فرحَتَهُ...
قدِ استراح فوق ضفّةِ الوصالِ دونما أثقالِ
لا لم يعدْ مَن كلماتهُ تؤرِّق المعاني
يا ويح قاتلٍ: أتقتلون عبدا أن يقول ربّيَ الرّحمانُ.

(*) سورة غافر الآية 28


[1بيني: بُعدي

[2جاني: جاءني


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى