الخميس ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم عبد السلام دخان

مسرحية «قصر البحر»

بعد سلسلة من الأعمال المسرحية الناجحة، التي تركت بصمة خاصة على الساحة الفنية المغربية لتميز طرحها و تفرد أسلوبها، تدخل فرقة مسرح أبينوم غمار تجربة إبداعبة جديدة متمثلة في مسرحية “قصر البحر” للمؤلف المسرحي محمد زيطان. والملاحظ أن الفرقة من خلال هذا العمل تكرس فكرة الورشة المسرحية المنفتحة على مبدعين متميزين. إذ ما فتئت تستقطب إليها مجموعة من الفنانين و الفنانات منذ تأسيسها، فقد ساهم في مسارها الفني أسماء متميزة مسرحيا و إبداعيا مثل : ياسين إحجام، أنس العاقل، ياسين الزاوي، سناء عكرود، حنان ابراهيمي،محمد بوغلاد، قدس جندل، هشام شبتيت، حميد البوكيلي...وهي هذه المرة تنفتح مجددا على خريحي المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي لتحتضن الممثلتين : هجر كريكع و فريدة البوعزاوي إضافة إلى المخرج و الممثل المسرحي عادل أبا تراب.

المسرحية هي أول تعامل للكاتب محمد زيطان مع المخرج أبا تراب بعد تعامله السابق مع كل من المخرجين حميد البوكيلي و ياسين أحجام و عن موضوعها يقول زيطان :
“قصر البحر"..إنه حلم ثلاث نساء يجمعهن جنون الأنوثة و الرغبة في الانفلات...الأم تكره ابنتها لأنها كانت ثمرة زواج مفروض بالقوة و الإبنة متعلقة بغريب غير مرغوب فيه يسكن البلدة و يرسم جبالها..أما المرأة الثالثة فهي قتيلة...لا نكاد نعرف عن ماضيها أو حاضرها أي شيء.

داخل هذا الفضاء النسائي يحضر الرجل بكل تلويناته...نراه في المسرحية برمتها مرتبطا بالواقع عاكسا لأطماعه ولمصالحه..إنه تارة لص. وتارة أخرى جندي..ومرة ثالثة مناضل صدمه واقع ما بعد الإستقلال..أو كناوي مجذوب يهيم على وجهه قاطعا الشعاب و القرى..عابرا للمدن القريبة و البعيدة لتتعلق به النساء فيكون قدرهن الحلم بقصر البحر.

إنه عمل يستوحي من خلال انعطافات درامية متعاقبة مرحلة الستينات و يلامس ثنائية
المدينة / القرية بوقوفه على أشكال التناقض و التناغم الذي تفرضه طبيعة كل عالم على حدة..لكن بتعمق أكثر داخل أنماط التفكير و رمزية السلوك المرتبط بحركية المدينة و إغراءاتها وحكاياتها و أيضا بالقرية عن طريق كشف خباياها و استنطاق ما خلف صمتها و هدوئها من عشق مجنون و كراهية و خبث و أمل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى