الخميس ٢٣ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
الرواية المغربية الأصيلة اسمها
بقلم فؤاد اليزيد السني

معارج الروح

في حوار مع الكاتب: الحبيب برادة

أنا المتتبع من هنا، لكل ما يمكن أن نقوله رواية عنا، فوجئت بالرواية الأخيرة التي صدرت عن دار النشر الأنيقة (منشورات طنجة الأدبية) لكاتبنا الجدير بالذكر، هنا عندنا في أوربا، و خصوصا بعاصمة بلجيكا بروكسيل.

في الواقع، المفاجئة لم تأت، من جهة أن صاحبنا قد أخرج كتابا جديدا، إضافة إلى مجموعته اللغوية والشعرية المتواجدة بالمكتبات. ولم تأت، من جهة الصالون الأدبي الذي يديره صاحبنا هنا في بروكسيل. ولا حتى من تلك المحاضرات الشيقة، التي يمتعنا بها موسميا، دفاعا عن الحضارة الإسلامية وتراثها العلمي والفلسفي والروحي.

المفاجأة في كل ما ذكرناه، أنه من وجهة نظرنا، نحن العاملين في الإطار الأوربي للأدبيات الأوربية، بل والعالمية، أنهم لم ينتبهوا. تخرج رواية لها خصوصيتها، لها ثقلها الثقافي والتاريخي ولا أحد ينتبه إليها. إننا نعرف، مدى تربع فلان، وابن عمّه فلان، وأخوه في الرضاعة، فلان الفلاني، على عرش الأدبيات المغربية أو العالمية (شبهة)، كما لو أنه، ليس في الدنيا أحد سواه. وأنهم هؤلاء وحدهم، الجديرين بالتفكير في محل الآخرين. وندرج مثلا، كون فلان قد ترجم قصيدة للكاتب الألماني (غوته)، فإنه قد يصبح من عشية لضحاها، أبو (غوته) الذي يفهمه هو، أكثر مما فهم الكاتب نفسه. دعونا من هذه الترهات، دعونا من تقديس المصالح الفردية المادية، وافتحوا الأبواب لكل من أراد أن يقول، ما أراد أن يقول، وأقصد باب التعبير الاجتماعي .

وفي هذا السياق بالذات، فإن رواية فؤاد اليزيد السني قد جاءت كروعة فنية، بعيدة كل البعد عن عالم الأروقة الأدبية الخاصة privés.

هذه الرواية ليست محاولة، لأن الكاتب يشتغل، أكثر من ثلاثين سنة في معمل الأدبيات، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.

ثم إنه، من وجهة نظري كمراقب، فالكاتب، رجل متواجد باستمرار على الساحة كمناضل أدبي. لكن خصوصية هذا الكاتب، وهو أن له في كتابته، قدرة عجيبة في استخراج الكلمات العربية العتيقة في حلة معاصرة. بالفعل إنه ينحث من التراث اللغوي العربي، عوالم روحية في منتهى المحبة والشاعرية والعشق.

ومما قد يفاجئ القارئ من أول وهلة، وهو ذاك الإيقاع اللغوي القاسي الذي يسوقه الكاتب، فنحسب بأنه قد راح يصب لعنته علينا، لأنه يكرهنا ويكره عالمنا العربي هذا. العكس هو الصحيح. الكاتب فؤاد اليزيدي، من شدة حبه لنا، أخرج لنا هذه الرواية التي تشدنا من هنا إلى عالم الفضاءات الروحية الإسلامية.

ولقد كان بودي أن أتحدث باستفاضة عن هذه الرواية، ولكنني احتراما لكل من لم يطلع عليها بعد، أقول موعدنا معكم بعد قراءتها.

إلا أنني أعترف وبشدة، بأن في راية فؤاد مولاي اليزيد السني ما شئت من التاريخ، وما شئت من الأدبيات العالمية، وما شئت من التراث العربي الإسلامي و حبا عذريا شديد الصفاء.

في حوار مع الكاتب: الحبيب برادة

 نذكر بأن الأستاذ حبيب برادة يعتبر كخلفية مرجعية في ميدان الأدبيات الأوربية (الجامعية) الناطقة باللغة الفرنسية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى