الأربعاء ٥ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم حسن محمد صهيوني

مناشدة إلى ابن الأبار

يا ابن الأبـارِ تَعَـذَّر دونكـم سببٌ
للنصرِ حَظْواً، لمّـا النصرُ قد حُبِسا
وهاجـر الطيرُ مِن وُكُناتـه ألمـاً
فانظرْ لـه، لبيك، يسترجـعُ النَفَسَا
قـد جئتَ تَطْلبُ خَيْـلَ الله تنجدُكم
ممّـا ألـمَّ ديـار الأهـل مبتَئَسـا
وجئتَ تنشُـدُ هـذا النصـرَ غايتَه
وتـرقبُ الفتـحَ من كفيَّ ملتَمَسـا
ماذا سأدركُ؟ خيلي الآن قد عُقِرتْ
وسيوفُنـا صَدِأت نَكْسـاً ومُنْتَكسـا
أفـاقدُ الشيء هل يعطيه؟ معـذرةً
قد ضاع شكوُك في أسماعنا بُخُسَـا
فلا تَزِدْ رُحمِاك مِن قَرْحي مواجَعه
يكفي الديارَ مصـاباً بالمُصاب كَسَا
يا للحـوادث في أهلي ومـا بَرِحتْ
تعاود القرعَ صبحاً، أو تعود مسى!!
ويعصف الظلم مثل الريح صرصره
في بغيِه البغيُ غُلاً في الفـؤاد رَسَا
ما إنْ تقـاسم (رومُ العِلج) بـاحتَنا
وأقحموا الأرض رِجسا صُبَّ أو دَنَسا
وشتتـوا الآنـامَ عن بلدانهم حِقبـاً
ليستْ لتنسـى بُـداً ما النَسِيُّ نَسَى
عَرِّجْ على الشـام فاسألهـا مُقَرَّحةً
لم يبقَ منهـا اليـوم غيرَ ما دُرِسا
واسأل عـراقَ اليومِ، وهي نازفـةٌ
واسأل فلسيطنَ، أو فاسألهـا أندلسا
وأَرْجع الشَكْوَ يَدْوي في مواجعنـا
يستصرخ الأناتِ تصعيداً وإن همسا
أهاملَ الدمـع من عينيـك أرّقنـي
وكـاسرَ الظهـرِ ممّا نـاءه وَجَسا
لو قد كففتَ لسـانَ الشعـرِ فاجعَه
أسْلَى لقلبـيَ، لكـنْ زدتَـه تَعَسـا
وأنت تعلمُ، كـم يُدمي حشـاشتَنـا
سوءُ المُحال بهاك الأرض أو غُلُسا
وبيننا الأرض تدري كم مصاب لها
ودونك الشعر من ماء الجحيم حَسـا
فاعجلْ لقـومك وأسألهـم منـاشدة
في حقبةٍ غـار فيهـا الدهر مُنْبَجِسا
وانْشُد لنـا، لبيك، من أمجادهم سُبُلاً
نسترجعِ النصر حينَ النصرُ منغمسا
فيـا ليت أني كنتُ عَهْـدَ جِلدتكـم
في ذلك العهد، ممّـا العهد قد دَرَسا
ويا ليت حاضرُكم قد جـادنا شممـاً
ما قُـرَّ للعين مـن طيبِ وما أَنِسـا
أدركْ بخيلك، أدْمـلْ جُـرح أمتنـا
فلم أهَبْ منـك إلا الـدمعَ مُحْتَبسـا
لِيَقْلِبَ اللـه هـذا الحـال مُنفرَجـاً
ويجعلَ اللـه مـن أيـامنـا عُرُسا
أذلكَ الحُلْـمُ هـل ألفـى لـه أمـلاً
أم أنها أضغاث رؤيا من يقولُ(عَسَى)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى