الخميس ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٢
بقلم سليمان نزال

من أعالي دمي ..

من أعالي دمي ورسائله
إلى الفجر الطيب،
حتى نزيف للقرنفل الفدائي،
بين يدي الضياء المكلوم
متصلٌ وطويل..
إلى مسافة قمرين غاضبين..
يكتبان حروفَ الندى والسحاب
بين ضلوع إنتظاراتي..
أشاهدكِ بوضوحٍ عنبد
وإنتسابٍ معافى
أيتها المأساة..
فلماذا تغمضينَ عيونكِ
بحفنة من رماد الأسئلة الهاربة
حتى لا تريني..
أركضُ في براري التشظي،
بحثاً عن أصوات، تقاوم
ريحٌ تهجم على شفتي..على بيتي
يطلقها عدو غاشم..
فيمر بباب الجرح،
صمتٌ بدويٌ.. تصريحٌ رملي واهم..
إحتلالات تخلع إحتلالات،
لترتدي ثانية إحتلالات و عواصم..
وأنا أتشبثُ بجذع إنتباهي..
بنرجس التهجد المنير،
ومدارات الرمي النبيل،
أتعلق بمجال القبضة الحاسم..
بما يصنعهُ الفدائيونَ من أمداء
في أبلغ وثبات
تعيد تشكيل العالم،
كما تود الحرقة .. الفكرة
والنسور وضفة الرجاء..
زفرات المشردين عن دمهم السيد، الأمين
فلماذا تتجاهلين..
ما يكتبه وقتي الأرجواني...
من أسفار للجهاد في جنين
واناشيد إستشهادية نابلسية..طوباسية
وملاحم خالدة غزية..قدسية.
خليلية..جليلية..
شرق النهر السجين،
شمال الحلم.. غرب التراتيل..
فلسطينية..عربية
متحدة العزائم والرشقات؟
لماذا أيتها المأساة؟
لا ترينَ برتقالة السمو والنهوض المضيء،
واقفة على شرفة المخيم المدمر
تريد أن تنزعَ من الخراب جذوره..
لتعيدَ أهلي إلى الحياة،
ليخضور الصحو القرنفلي والبدء الجريء..
إلى شاطىء صبور،
يهدأ من قلق أمواجه..
يعطى كفيه للعائدين إلى الشمس والثرى
مناديل خصب وأوبة ولقاء..
وآفاق لوز، وفضاء سنبلة لأعراس تجيء..
من أعالي دمي،
من معاقل جموح الصقور المستقلة..
أدنو .. وأسألُ الألمَ عن أمه..
عن مفكرته.. ورحلته..وماضيه..
عن عدد السنين العجاف،
أمضتها في الأسر -الصهيوني- أراضيه.
ألتصقُ بما ملكت سواعد الفجر البلدي
من نار وذكريات وأحزمة وصواعق وإنتفاضات..
أواجهُ بها الطغاة.. في غضب يتجددُ
يكبرُ، يصعدُ، يصمدُ، ينمو كالسنديان
يغدو مثل المارد،
مع سقوط كل دمعة على خد الإنتماء..
في غضبٍ أصوبُ رماح صرخاتي..
إلى صدر قاتل
يضجُ بالحقدِ الشاروني...
ينضحُ بجرائم الغزاة.
من أعلى دمي..
من مرتفعات جبيني
وقوافله وجوارحه وكواكبه..
التي تسير على صراط التوهج القمحي
والبسالة الحاشدة،
في الطريق العائد لإسمه الذهبي
أعانقكِ أيتها النجوم الطليقة بمجدها اللانهائي..
وأتلو على الأرض الحبيبة
-انثانا البكر.. وقصيدة وجودنا-
مقاطعَ من غيث حنيني
أحيطُ معصمَ النشيدِ الكاملِ
بأساور من فضة إقترابي..
وتراني-أخي الصامد في البلاد-
جنوب الفؤاد والنهر
أتجولُ بصحبة إنفجاري..
قرب الإنتفاضة والظفر..تراني
أراكَ.. أراهم..يرونني
أرابطُ بشوقٍ.. يتدفق مثل نبعٍ فلسطيني
يعود.. كي نعودَ..
كي يغسلَ وجهَ أيامه
وأيامي..معكم..
برغوة التحدي النفاذة، القوية
برذاذٍ كوني..يشبه الأماني المباركة،
ومياه التعلق في بدايات غضة، أولى
في أعالي الدم الجسور والإنتصار الكبير..
والقرى الصديقة و أقمار الدرب الطويل
والحكاية.. والفجر الفلسطيني الآتي
يمحو مأساتي..
يقرأ رسائلَ للحب ..
للفخر، للحرية، للوطن
لزمن يتكوّن، تحت أقدام الشهداء..
في اقاصي خلودهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى