الاثنين ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
من يغلق النافذة
1-في تلك الليلةِ، منذُ عقودٍ، انتهت المعركة ُالصغيرة ُ، ودخلوا. .قبضَ الصّمتُ على مخيمِنا!أصغينا لدوىِّ أنفاسِناولهمسِِ الرّيحِ ِوترقبنا أن يأتيَنا من نافذةِ غرفتِنا؟اللهُ لا رشاشُ العُوزى؟هيّجَ الخوفُ كلبا، فارتجفنا.تمنينا فَناءَ القمرِ ليلتهالكنّ القمرَ كان بليداظلّ يرسلُ ضوءا باهتا كافٍ أن يكشفََناكنّا تحتَ النافذةكنا وحدنا على وجهِ الأرضالكلبُ أُسكتَ بطلقةٍ خافتة.وغاصَ بئرُ الصمتِيقبضُ على أنفاسِنا اللاهثة.2-دفع اليهودُ الأبوابَفسمعنا التوسلَ، ثمّ الّرّصاصَ المكتوم.وصرخَ المطخوخون!صرخوا قبل أن يهووا خلفنا على الجدار..!3-في بطنِ ِالغرفةِ قفزنافلقد طارَ بابُ الدار!حملقنا طويلا، ثم عدنا للحياةإنّ الذي دَهمنا كان على قوائمَ مرتجّةوهزّ رأسا ثقيلةً مترنحةيدُ أمي قامتفتوقفلم يدخلْ الحمارُ الغرفةظلّ فقط يرسلُ إلينا عينين راجيتين4-لم ينهقْ الحمارُلكنّ جارَنا المجنونُ مزّق الصّمت:- يا ناسُ، اليهودُ لا يقتلونَ أبو جواز سفر انجليزي..أمي لطمتْ وهى تهمسُ :- من أين لنا جواز سفر إنجليزي؟بعدها جرّوا رجلا انتابتهُ هلوسةٌ :- أين أضع الإبريق يا خواجا ؟وسمعنا الصّليةَ والصّرخة .5 -عاد المجنونُ- أبو جواز سفر إنجليزي ...كنا نرتعدُ، ورؤوسُنا مطأطئةتحت نافذتِنا المشرعةِ الواطئةمن منا يجرؤُ على الارتفاعِ قليلالإقفالِ النافذة؟توسلنا لعينيّ الحمارِ، فلم يمارسْ حَقَه في النهيق.أخي الرضيعُ أيضا فهمَ ولم يزعقْوانتظرنا اللهَ لمطلع الفجرِمتلاصقينَ!6-: مع أوّلِ خيطٍ للفجرِ عاد المجنون- يا ناس تعالوا- هذا فلان مقتول-وهذا فلان......لحظتَها رأسُ أمي تحركَ، فتسلقنا كالزواحفِ النافذةكان الرجالُ كوماتٍ!ورأيتُ صديقي يتنططُ على ساقٍ، والأخرى محذوفة، بعيدة على الأرض!وصل صديقي أباهُ المطخوخَ، وزحف عليه.ولمحتْ عيناي امرأةً، تهجُم على رجلٍ ممزقٍ بعينينِ شاخصتينهاجت المرأة، ثمّ همدت عليه.7 -مخيمُنا صارَ نسوةً يجرينَيقلّبنَ الجثثَ ويولولنَأطبقَ الصراخُ يومُهاويومُها..؟انطفأ آخرُ لونوغادر آخرُ مخلوقٍ وجهِ الأرضوفي البحرِ القريبِ توقفَ الموج!يومهااحتضن الغولُ الكون.وماتتْ الشّمسُوبدأَ يأكلني العذاب.