الثلاثاء ١٦ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

مَتنٌ لِفاتحةِ الوفاء

مصطفى محمد عبد الله مطر

ما بين المواجع القديمة والمواجع الجديدة لا مكان لالتقاط الأنفاس، وما بين ألم الشاعر الذاتي وألمه على أهله وبلادة لا مكان إلا للوفاء الذي يصهر (أنا في نحن) ليتماهى الفرد في الكل.

ما زال قلبُكَ في الهوى يتكلَّفُ
يُزجي المشاعرَ للّذينَ تخلَّفُوا
في العمقِ حلمٌ دافئٌ يرتادُهُ
لكنَّهُ في النّأيِ بردًا يرجفُ
لم يَلقَ كفًّا بالحنانِ تُحيطُهُ
حينًا، وحينًا مِن رؤاها يَرشِفُ
القلبُ صندوقُ الجراحِ صلاتُهُ
ونجاتُهُ مِفتاحُ مَن تتعطَّفُ
قلبي معَ الباكينَ ظِلَّ رفاقِهِم
وُدًّا جَرَى كالماءِ، قلبٌ مُترَفُ
تُغريهِ راعيةُ العِناقِ فلا يَرَى
إلَّا بقيَّةَ نبضِهِ تتوقَّفُ
أهلي هناكَ.. كأنَّ شيئًا ما بهِم
وصَفَ الأسَى لكنَّهُ لا يُوصَفُ
رقدَت فواجعُهُ على شُبَّاكِهِ
وكأنَّها للمَوتِ جاءَت تَعزِفُ
لم يَأتِكَ الإيقاعُ إلَّا صُدفةً
وأساكَ حَطَّابٌ وغُصنُكَ مُرهفُ
فعَلامَ عجَّلتَ السُّؤالَ وفأسُهُ
صمَّاءُ لم تَرأف، وبعضُكَ ينزفُ؟
يا ليتَكَ المنسِيُّ فالمذكورُ في
شرعِ المواويلِ الصِّغارِ مُحرَّفُ
أو هُم كما نقَلَ الزَّمانُ خطيئةٌ
والوقتُ صاحبُها الذي يَتعفَّفُ
لا تعترِفْ يا وقتُ رُبَّ حقيقةٍ
أبناؤُها اجتمَعوا لكي يَتعرَّفوا
جاءُوا مِن المدنِ السَّحيقةِ ليس في
أرواحِهم إلا رُؤًى تتَمصحَفُ
كانت هُناكَ الأمُّ تَحرسُ ظِلَّهم
واليومَ هيبةُ ظِلِّها تتقصَّفُ
فتَكَت بهِ الدُّنيا وكنتَ مُتابعًا
سينما تَبَدُّلِها التي تتأفَّفُ
 مَن أنتَ يا قلقَ العذابِ،
 مغامرٌ أسفارُهُ في العاشقاتِ تُزخرَفُ
 والشَّامُ؟
 فَرضٌ أن تُقيمَ صلاتَها
فالشَّامُ موعدُنا الذي لا يُخلَفُ
فيها فراخُ الحُلمِ، جُرحُ ندائِها
أنَّــا على آثارِهــا نتَلطَّفُ
أنَّ الهلالَ وإن تأخّرَ قادمٌ
كالماسةِ الزَّرقاءِ عِشقًا تَرصِفُ
يا أيُّها الجرحَى البلادُ قريبةٌ
منكُمْ، تقولُ لكُلِّ راجيها: اذرِفُوا
لا تحلُموا بالصُّبحِ إلا حينَ أن
تَجِدُوا حقيقتَكُم هناكَ وتَزحفوا
فالصِّدقُ للعُشّاقِ مِلحُ نجاتِهم
وطبيعةٌ في الحُبِّ ألا يُنصَفُوا
 أرأيتَهم؟، كالشَّامِ ساعةَ غرَّدوا
وهَبُوا لها الأسماءَ حتَّى يُعرَفُوا
الذَّنبُ للعُشَّاقِ لا ذنبَ الهوى
يُؤذي ضحايا الحُبِّ أن تتأسَّفُوا
والأرضُ للعشَّاقِ مثلُ النَّارِ في
الأشواقِ يا قلبي هناكَ نُرفرفُ
في الحُبِّ إسرافُ القلوبِ مُقدّسٌ
طوبَى لِمَن تَبِعُوا خُطاهُ وأسرَفُوا
طوبَى لأرضٍ جدَّدَت دمَها بمَن
كانوا أحبَّتَها ومنهم تغرِفُ
هي لا تُقيمُ بهِم ولكنَّ الذي
فيها يُقيمُ مُريدُها المتصوِّفُ

مصطفى محمد عبد الله مطر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى