الثلاثاء ٢١ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم محمد أبو عبيد

مَن يتزوج مِن غير عذراء!

قد لا تتسع المخيلة للصور التي تجسد معاناة غير العذراء في المجتمعات العربية. أقسى هذه الصور السمعة التي تبقى مثل ظل الشخص الذي يلاصقه ويلاحقه حين الشمس ساطعة إذا عُرف عنها مفارقتها للعذرية، الأمر الذي قد يفضي إلى وأدها. وإن نجت غير العذراء من براثن الموت بعد حكم أولياء أمرها بإعدامها، فهي والزواج، في غالب الظن، خطان متوازيان لا يلتقيان.

حيث يُفضَل أن لا يزيد عدد السطور عمّا بات مألوفا للقارئ، فمباشرة إلى لب الموضوع.فتاة فقدت عذريتها بسبب حادثة خلال ممارستها الرياضة، أو بفعل اغتصاب، أو نتيجة علاقة مع حبيب دامت لسنوات، وليس هنا نقاش حول شرعية العلاقة من عدمها كونها دينيا معروف حكمها، ولا نقاش حول تصرف الأهل معها، إنما من سيتزوج منها!.

لا خلاف على متعة الزوج في كونه من يجعل العروس البنت امرأة في لحظات بعد انتهاء مراسم الزفاف. يتذكر المرء كيف سادت في الماضي غير البعيد طقوس تقضي بأن يورد الزوج قطعة قماش بيضاء ويصدرها حمراء قد رويت لطمأنة الأهل والأقارب حول عذرية من دخل بها شرعاً. صحيح أن هذه الطقوس قد تلاشت بالعموم، لكن بعضها ما انفك حياً لدى بضع شرائح مجتمعية.

في ضوء هذه الأعراف والتقاليد، تتضاءل فرص البنت "غير البنت" في العثور على ما يطلق عليه "ابن الحلال" ليتزوجها. فحتى لو رحمتها ألسن العامة، الغالب أن لا ترحمها "دبلة الخِطبة" لما تحمله العذرية من أهمية بالنسبة إلى الرجل الشرقي الذي لا غضاضة أن نعترف أنه مؤهل جداً لممارسة ما يشاء ومتى يشاء لانعدام واقعية "عذرية الرجل"،"فالشرف" من نصيب الأنثى، بينما الذكر في حلٍ منه وفق تفكير مجتمعاتنا، وليس هذا كلاما أدبياً من نسج الخيال.

لو وجد شاب نفسه بين واقعيْن، أحدهما اعتراف البنت، التي يحبها ويريدها زوجة، أنها غير عذراء للأسباب سالفة الذكر، وثانيهما إخفاء الأمر بعملية جراحية تُعيد إليها بكارتها، فحتماً ستقوده بوصلته إلى الخيار الثاني لتعليلات تقليدية وتثقيفية شرقية. فالشاب الشرقي يجد من الصعوبة بمكان أن يتقبل حقيقةً تبوح بها بنت إليه تتعلق بحياتها الخاصة،في المقابل سهل خداعه من خلال عملية استرداد البكارة، لذلك تلجأ الفتاة إلى مثل هذه العمليات في ضوء نمطية التفكير السائدة.

واقعان صعبان على الشاب نظرا لمنظومة العادات والتقاليد المهيمنة على سلوكنا والمسيطرة على حيّز التفكير الذي ارتضيناه لأنفسنا، والضيق أحيانا.ولأن التفكير المنطقي والموضوعي تهزمه في أغلب الآونة التقاليد المجتمعية،فإن الشاب العربي يُؤْثر بدء مشوار عش الزوجية بما خفي على أن يقبل كشف الحقيقة ولو كانت لاسعة بالنسبة إليه. إن بنتاً غير عذراء نتيجة أسباب موضوعية، خصوصاً تلك التي لا تندرج منطقياً في خانة سوء السمعة، هي صالحة للزواج إن صارحت من يهمه أمرها، وهو بدوره إما أن يُحكّم عقله أو يهيج عواطفه. الصراحة وتفهمها أفضل من اللجوء إلى العمليات التي، مثلما تغير معالم الوجه كلياً، قادرة على استرداد المفقود كما لو لم يكن مفقوداً.


مشاركة منتدى

  • بالنسبه لي شخصياً ان كنت احبها واعرف اصلها وعرقها وقد صارحتني قبل ان اتزوجها اكيد سوف اقبل الزواج بها،فربما تكون اما فقدتها بسبب او اقترفت ذنباً ولكنها ندمت وتابت فلقد سترها الله فكيف لا استرها انا،فالحقيقه من تصارحك بحقيقه الامر هي فعلاً قد ندمت وتابت وما تريد بمصارحتها لك الا من اجل ان تعيش براحه دون تانيب الضمير.والا كانت لجأت الى ترقيع.
    ولكن ان ارتكبت خطاء اخر فلن اقبله حتى وان كان ع قطع رقبتي.

  • كنت بالبداية من أنصار فكرة الستر عليها إن أخبرتني أو لم تخبرني و تسترت ولكن لما قابلت الكثير من الشباب (في العشرينات) بالاغتراب في أوروبا وكل واحد منهم يحدث ما حصل والأسوأ أن البعض له صور فاضحة مع البنات وقد تكون بدون علمها فصرت أفكر هل يمكن أن أتزوج فتاة و أكتشف أنها أقامت علاقة مع شاب وصورها بالسر؟ وغير أنه يتحدث مع أصحابه عنها والكل يعرفون القصة فكيف ستكون سمعتي وهل سأتعرض للابتزاز منه لفضح زوجتي إن أنجبت لي ولد أو بنت؟ أنا كشخص من سوريا وأتحدث عن واقع ولا أعرف هل ببقية الدول هذا منتشر فبأوروبا المجاهرة بالعلاقات الجنسية بين الشبان تعتبر نوع من التفاخر لهذا فلا أريد الوقوع بهذا الأمر ولتتحمل نتيجة أفعالها وصراحة يمكن أطردها بالليل أو أمهلها للصباح لأطردها ولتتحمل وزر عملها و أمام الناس سأخبر بالسبب و لن أجعل من سمعتي أنني شخص سيء طلق بعد أسبوع أو شهر فهذا يسبب لي مشكلة بالزواج بامرأة غيرها.

  • كنت بالبداية من أنصار فكرة الستر عليها إن أخبرتني أو لم تخبرني و تسترت ولكن لما قابلت الكثير من الشباب (في العشرينات) بالاغتراب في أوروبا وكل واحد منهم يحدث ما حصل والأسوأ أن البعض له صور فاضحة مع البنات وقد تكون بدون علمها فصرت أفكر هل يمكن أن أتزوج فتاة و أكتشف أنها أقامت علاقة مع شاب وصورها بالسر؟ وغير أنه يتحدث مع أصحابه عنها والكل يعرفون القصة فكيف ستكون سمعتي وهل سأتعرض للابتزاز منه لفضح زوجتي إن أنجبت لي ولد أو بنت؟ أنا كشخص من سوريا وأتحدث عن واقع ولا أعرف هل ببقية الدول هذا منتشر فبأوروبا المجاهرة بالعلاقات الجنسية بين الشبان تعتبر نوع من التفاخر لهذا فلا أريد الوقوع بهذا الأمر ولتتحمل نتيجة أفعالها وصراحة يمكن أطردها بالليل أو أمهلها للصباح لأطردها ولتتحمل وزر عملها و أمام الناس سأخبر بالسبب و لن أجعل من سمعتي أنني شخص سيء طلق بعد أسبوع أو شهر فهذا يسبب لي مشكلة بالزواج بامرأة غيرها.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى