الاثنين ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم هـيـثـم الـبوسـعـيـدي

نحن في انتظار السيارة العجيبة

الثورة التكنولجيا تقدم كل يوم للبشرية أختراعات جديدة واكتشافات مذهلة تحول ما نراه في افلام هوليوود الافتراضية الى واقع يتجلى امامنا ليحاكي حاجاتنا، ويمدنا بكل أساليب الرفاهية المأمولة.

كانت السيارة الطائرة فيما مضى من ضمن ما هو محسوب في عوالم الاحلام والخيال، لكن هذا الحلم في طريقه ان يصبح حقيقة وواقع بعد عدة سنوات حيث اثبتت الابتكارات الحديثة صدق تنبؤات مؤلفي كتب الخيال العلمي لأن وسائل الاعلام ومصادر المعلومات ومراكز البحوث تطالعنا منذ فترة بسيطة عن قيام شركات كبرى في الولايات المتحدة واليابان بصناعة سيارات مخصصة للسير في الجو، هذه الشركات العملاقة بما تملكه من عقول بشرية فذة سوف تعطي الانسان الفرصة الحقيقية في التحليق وحيدا مثل الطيور في السماء والارتفاع لمسافات بعيدة واختصار ساعات الزحام والذروة في دقائق معدودة بل حتى في ثوان قليلة.

أغلب التقارير تتحدث عن مميزات هذه السيارة العجيبة فهي تحتوي على اجنحة طويلة يتم طيها بسهولة،ويمكن الاقلاع بها عموديا والطيران بسرعة تصل الى أكثر من مئة ميل في الساعة بل قد تعتمد على الطاقة الكهربائية او طاقة الوقود،ويتطلب قيادتها الحصول على رخصة قيادة متخصصة في هذ المجال.

هذا الاختراع الحديث يفتح الباب امام مجموعة كبيرة من الاسئلة التي نعجز حاليا عن الاجابة عنها لانها تدعو الجميع الى التفكير بالابعاد والاشكاليات المختلفة والمتعددة لهذا الاختراع:

هل السير في الجو سيؤدي الى وجود الطرق في السماء؟ كيف سيكون التنظيم الجوي لطيران السيارات؟ وهل سوف توجد تقاطعات في الجو؟ وهل ستنشأ إدارة مرور جديدة.. لإدارة السيارات الطائرة وتسجيل المخالفات عليها.. وكيف ستوضع إشارات مرورية في الجو ! كيف سوف تمشي السيارات في الجو؟ هل سوف يتكرر مسلسل مجازر ومذابح السيارات لكن بصورة آخرى؟ هل سوف يهجر الناس سيارات الارض ويتجهون الى السيارات الطائرة؟ كيف ستتفاعل البلدان بمختلف القطاعات والمؤسسات مع هذا الاختراع الرهيب؟ ماذا عن السرعة الجنونية وانواع الطيش والتهور؟ هل سوف تزداد بنفس الفضاعة في السماء؟ هل سوف توجد قوانين وانظمة فعالة تساعد في تنظيم عملية السير في الجو؟ ماذا عن اضرار هذه السيارة على البيئة والمجتمع؟

أسئلة صعبة لكن التفكير والنقاش في هذا الموضوع امر ضروري وحتمي دون اغفال حقيقة ان ما يحدث من تصادمات وحوادث مروعة على الارض وما يعقبها من آثار اجتماعية ونفسية واقتصادية سنراها واضحة امامنا في الجو ؛ لان كل اختراع له ضريبة على المجتمع والصحة والبيئة والافراد.

أخيرا البشرية مقبلة على اختراع سوف يغير كثير من وسائل الاتصال وخريطة التواصل بين البشر في جميع بلدان ومجتمعات العالم، لذا نحن في انتظار هذه السيارة العجيبة التي سوف تجعل دول الكرة الارضية في تحدي كبير امام هذه الثورة التكنولوجية المتسارعة التي تقدم للبشرية في كل يوم اختراع جديد دون مراعاة ودراسة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية من قبل القائمين على هذه الابتكارات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى