السبت ١٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم مازن عبد الجبار ابراهيم

هل أخطأ المتنبي

في قصيدة المتنبي (إلا كل ماشية الخيزلى) خطا جسيم

ومن يك قلب كقلبي له
يشق إلى العز قلب التوى

مَنْ هنا اسم شرط جازم يجزم فعل الشرط وجوابه، وليست اسم موصول، بمعنى الذي؛ لأنها جزمت فعل الشرط يكُ يجب أن تجزم جواب الشرط، يشق أيضا فان جزمتها اختل الوزن واصبح فعو فعولن يشقْ إلى العز لو كانت اسم موصول بمعنى الذي لما جزمت الفعل يكون.

كيف حدث هذا الخطا الجسيم دون أن ينتبه له كبار الاختصاصيين في اللغة والنحو أكثر من ألف وخمسين سنة هل الخطأ في النقل الأساسي أم التابع له أم أنه طباعي في مرحلة ما.

هل يعقل أن يكون المتنبي قد وقع في هذا الخطأ

نجعل البيت بالشكل التالي ليستقيم الوزن والنحو

ومن يك قلب كقلبي لديْ هِ شقَّ إلى العز قلب التوى

أو

ومن يك قلب كقلبي بصدْ رهِ شقَّ للعز قلب التوى

لاحظت هذه الحالة وأنا أعارض هذه القصيدة بقصيدتي تراجع فكم درجة تستحق رائعة المتنبي بالرغم من الخطأ الجسيم وكم درجة تستحق قصيدتي قصيدة المتنبي اعطيها درجة مئة في المئة مهما كانت اخطاؤها فهي تستحق ذلك على الأقل أما قصيدتي اعطيها درجة خمسين في المئة
خطا آخر في البيت

بها نبطي من أهل السواد
يدرس أنساب أهل العلا

فهنا لا يستقيم الوزن في الصدر

هذه قصيدتي تراجع كاملة

إلى كم تُسائل عنها الخطى
ودربك ليس له منتهى
قد انغرزتْ في صميم الفؤادِ
إذا وافقتنيَ فيها النهى
وسيرك لللانجاة وحيداً
ووسْط همومٍ بحجم الفلا
هناك يعاتبني دربها
تَوهّم اني هجرت الهوى
هجوت الهوى يا سبيل الحبيبِ
أوان قفوت حتوف اللمى
هجوت الهوى غير أني رجعتُ
ليسجدَ شعريَ عبداً لها
أتذكر عابر سبْلٍ بها
إذا ما تشظّتْ دروب المها
وموتي بخوضيَ في لجّها
كحالة أيِّ مضاع النهى
وإنْ حن يوماً فؤادي لها
تمزق عقليَ في عتبها
فقلت أتذكرني يا سبيلُ
أتذكر ميْتا بحب اللمى

ولو نطق الدرب قال إليكَ [1]

فهمّك ما كهموم الثرى
وبعض الحياة يضيع سدى
وبَعض الحتوف هَناً أولظى
فما لك تامل وصْل اللمى
وبُعدك عنك بعرض الفلا
واين الظباءُ واين اللقاءُ
ومن ذا سيجمع هذا بذا
وفي كل دربٍ صداح الهوى
جميلٌ ويقفو الفتى للردى
جميلٌ بأذْني صداح الهوى
وأجمل منه بقلبي الصدى
وما الورد في حاجةٍ أنْ أقولَ
أيا وردُ إنك أبهى البها
فقلت تحيرتُ كيف أموتُ
أطعناً بلونك أم بالشذى
أكيداً لنا هجرت ظلّها
وظل الحياة يجافي الفتى
فيا ليت قلبي بها لم يهم
إذا كان تالي الغرام النوى
فيا ليت يا ليت ماذا تفيدُ
وماذا تزيد على صحبها
هو الحب طيرٌ مهيض الجناحِ
على فنَنٍ مهملٍ في الضحى
فيا كيف هذا الزمان انتهى
وأودى بغير رجوع المها
وكيف تراجعت بعد الهيامِ
بوهم الظباء لِحد الظُبى
تراجعت يوم سباني الهوى
أسلم راياته للنهى
أُقلِّب عمراً قد اهترأتْ
وريقاته في أكف البلا
وعدت أسير وحيداً حزيناً
ووسط الهموم يضيق المدى
وبالعشقِ يفنى النهى والشبابُ
وهجْر الهناء بلا منتهى
وبستان عمري يبابٌ إلهي
وأحيا وتحيا بوبْل الهدى
وما بعد حبك ربي هوىً
وخير الخضوع لرب الورى
وانّ خضوعي لكم يا الهي
وذلي لِحَيني بعيد الضنى
واني اهتديت وأني رجعت
لشمس الفلاح ونجم المنى
وشر الحياة بظل الردى
وخير المنيّة نبْذ الدنى

وهذه قصيدتي المتنبي إلا كل:

ألا كل ماشية الخيزلى
فدا كل ماشية الهيدبى
 
وكل نجاة بجاوية
خنوف وما بي حسن المشى
 
ولكنهن حبال الحياة
وكيد العداة وميط الأذى
 
ضربت بها التيه ضرب القما
ر إما لهذا وإما لذا
 
إذا فزعت قدمتها الجياد
وبيض السيوف وسمر القنا
 
فمرت بنخل وفي ركبها
عن العالمين وعنه غنى
 
وأمست تخيرنا بالنقا
ب وادي المياه ووادي القرى
 
وقلنا لها أين أرض العراق
فقالت ونحن بتربان ها
 
وهبت بحسمى هبوب الدبو
ر مستقبلات مهب الصبا
 
روامي الكفاف وكبد الوهاد
وجار البويرة وادي الغضى
 
وجابت بسيطة جوب الردا
ء بين النعام وبين المها
 
إلى عقدة الجوف حتى شفت
بماء الجراوي بعض الصدى
 
ولاح لها صور والصباح
ولاح الشغور لها والضحى
 
ومسى الجميعي دئداؤها
وغادى الأضارع ثم الدنا
 
فيا لك ليلا على أعكش
أحم البلاد خفي الصوى
 
وردنا الرهيمة في جوزه
وباقيه أكثر مما مضى
 
فلما أنخنا ركزنا الرما
ح فوق مكارمنا والعلا
 
وبتنا نقبل أسيافنا
ونمسحها من دماء العدا
 
لتعلم مصر ومن بالعراق
ومن بالعواصم أني الفتى
 
وأني وفيت وأني أبيت
وأني عتوت على من عتا
 
وما كل من قال قولا وفى
ولا كل من سيم خسفا أبى
 
ولا بد للقلب من آلة
ورأي يصدع صم الصفا
 
ومن يك قلب كقلبي له
يشق إلى العز قلب التوى
 
وكل طريق أتاه الفتى
على قدر الرجل فيه الخطا
 
ونام الخويدم عن ليلنا
وقد نام قبل عمى لا كرى
 
وكان على قربنا بيننا
مهامه من جهله والعمى
 
لقد كنت أحسب قبل الخصي
أن الرؤوس مقر النهى
 
فلما نظرت إلى عقله
رأيت النهى كلها في الخصى
 
وماذا بمصر من المضحكات
ولكنه ضحك كالبكا
 
بها نبطي من اهل السواد
يدرس أنساب أهل العلا
 
وأسود مشفره نصفه
يقال له أنت بدر الدجى
 
وشعر مدحت به الكركدن
بين القريض وبين الرقى
 
فما كان ذلك مدحا له
ولكنه كان هجو الورى
 
وقد ضل قوم بأصنامهم
فأما بزق رياح فلا
 
وتلك صموت وذا ناطق
إذا حركوه فسا أو هذى
 
ومن جهلت نفسه قدره
رأى غيره منه ما لا يرى

[1ملاحظة إليك بمعنى تنحَّ عني


مشاركة منتدى

  • السلام عليكم.

    ليس ثمة أخطاء أبدا وذلك كما يلي:

    ١- يشقُّ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون المقدرة منع ظهورها التقاء الساكنين. لأن أصل الكلمة (يشُقْقُ)، فإذا جزمت أصبحت (يشقْقْ) وبذا التقى الساكنان فحركنا الساكن الثاني فأصبحت (يشقْقُ) أي (يشقُّ). والخلاصة إذا كان الفعل المضارع مشدّد الآخر كانت علامة جزمه السكون المقدرة على الآخر.

    ٢- بها نبطيٌّ مِنَ أهل السواد: نلاحظ أن حركة النون في (مِنَ) هي الفتحة وليست السكون، ثم حلت حركة النون على الهمزة التي تليها فنقرأ (مِ/نَهـْ/لَسْ/سَ) أي تصبح همزة القطع في (أهل) مثل همزة الوصل فتصبح (من اهل) وذلك كقراءة ورش في القرآن الكريم، ومثل ذلك كثير في الشعر العربي وفي قصائد المتنبي الأخرى.

    ودمتم بخير.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى