الأحد ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم عبد الله الحميدي

هل فكرنا فيما ينفعنا؟

كلنا ندرك بفهم جيد أهمية التعاون عموما. ولأهميته فى جميع المجالات كتبت عنه. لو كان فى يدك عود ثقاب أو عود كبريت من التي يستخدمها الناس لإشعال النار. العود الواحد بسهولة تكسره بين إصبعيك. فلو كانت ثلاثة عيدان، ستكون عملية كسرها أصعب. فلو كانت عشرين شبه مستحيل أن تكسرها جميعا. التعاون كله خير. وناس تعاونت ما ذلت. ولأهمية التعاون عموما والإقتصادي منه خصوصا، وجب علينا بذل الجهد ككتاب لنشر فهم أفضل وأحسن. وتشجيع الناس وتثقيفهم بمنافع التعاون الإقتصادي.

الإقتصاد كله يبدوا واضحا لي يعتمد على التخصص وتقسيم العمل وهذا هو التعاون. والعمل إنتاج الإنسان. أن تؤدى ما عليك بالصورة والفعل الأفضل. الإنسان أهم ما فى الإقتصاد. من طبيعة الإنسان حب نفسه وبالتالي حب منفعتها. لكنه ممكن أن يرتقي أكثر، مع حب نفسه وحب عائلته، لحب منفعته ومنفعتهم. ومن ثم منفعة شارعه وحارته ومدينته وبلده والبلدان المجاورة ثم كل العالم. ليس ذلك مستحيلا. درست الإقتصاد لأكثر من ثلاثين عاما. بالتالي عندي فكرة جيدة عن ما أكتب. بدون الدخول فى أعماق الإقتصاد، نريد المختصر المفيد.

المختصر المفيد هو أن تمثل أعواد الكبريت بالدول. تجمعها هو تكتلها الإقتصادي. يأخذ التعاون الإقتصادي عدة صور. فهناك التعاون العادي أو الطبيعي، مثل الصادرات والواردات. وتمارسه كل الدول ولا بد منه سواء كان البلد فقيرا أم غنيا. إلا أن موضوعنا هنا ليس ذلك. موضوعنا هو الإتحاد الإقتصادي. بحيث تتحول مجموعة من الدول برغبتها الى وحدة اقتصادية مع حفظ كل دولة لسيادتها و خصوصيتها (ميزاتها النسبية). بتعبير آخر سوق مشتركة واحدة، حرية دخول عوامل الإنتاج لهذه السوق، حرية تنقل الناس والعمال والبضائع داخل هذه السوق (السوق تؤنث وتذكر فى اللغة العربية). وأخيرا عملة واحدة. الوحدة الإقتصادية تأخذ وقتا طويلا فى مسار التكتل سنوات وعقود من الحوارات والمفاوضات لتقريب وجهات الفكر والنظر من أجل العمل المشترك. لنأخذ الإتحاد الأوربي يتكون الآن من خمس وعشرين دولة. بدأ قبل ستون عاما بدول قليلة. آنذاك إسمه إتحاد الكسنبورغ للحديد الصلب. ولا أريد أن أطيل، ثم فى عام 1984 قُبلت كل من اليونان وأسبانيا مبدئيا على أن تستوفى الإنضمام بعد إستيفاء بعض الشروط ليتواءم إقتصادهما مع إقتصاد الدول الأعضاء فى الإتحاد ليصبح آنذاك عدد الأعضاء 12 دولة. ثم أنظر الآن خمسة وعشرين دولة وصلت لمستويات متقدمة من التكتل والتعاون فيما بينها حتى أن أكثرها تستخدم اليورو. فى بدايته كان أرخص من الدولار. والآن له عدة سنوات أغلى من الدولار الإمريكي.

المصلحة المجردة من أي عنصرية كافية لإقناعنا الإقناع التام بأهمية التعاون الإقتصادي العربي. طريق الألف ميل يبدأ بخطوة. الكُتّاب عليهم دور فى تحفيز البدء بالخطوات الأولى. ليتنا كلنا نتحدث فى هذا الموضوع وإبراز أهميته ومنافعه وفوائده. لنتحدث فى مصلحتنا. ولإيماني العميق بأهمية هذا الموضوع قررت أن أكتب عنه مقالات كثيرة وأنشرها هنا وهناك. فهل عملتم، إن أحببتم، الكتابة فى هذا الموضوع الحيوي و بذل الجهد الفكري المناسب لعظمة منافع التعاون والتكتل الإقتصادي. نعم الإقتصادي فقط حتى لا نتوه. قد يقول أحدكم أنا لا أفهم فى الإقتصاد. لكنك تفهم فى أهمية التعاون الإقتصادي، فكر فى الأجر! ألا تحب أن يغطي أجرك ضرورياتك أولا؟ ثم حاجاتك ثانيا ثم يزيد. إذا كانت الإجابة نعم، وصلنا وإتفقنا. وهذا هو المهم أن نفهم ونقدر أهمية التعاون الإقتصادي. أما التفاصيل والكيفيات فمتروكة لأهل الإختصاص. التعاون والتجمع والتشارك الإقتصادي هو أقصر الطرق لمحاربة الفقر والمرض. يد واحدة لا تصفق! ليس هذا فحسب. بل هو أسرع الطرق وأفضلها لنمو الإقتصادات الوطنية بتكاليف أقل بسبب الوفرة، مثلا يستفيد المواطن فى الدولة ألِف من رأسالمال ومرفق الدولة ب بدون أن تبني الدولة ألِف هذا الراسمال وهذا المرفق. فهل فكرنا فيما ينفعنا؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى