الأحد ٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم
وجع الجوابِ من وجع السؤال
وَخَزَ السؤالُ، وحسُّنا مخبولُ | كيفَ الجوابُ، ورأيُنا مغلولُ |
عادَ السؤالُ معانداً مُتحسِّراً | والعجز فينا بابُهُ مقفولُ |
هل نَسْأَلُ الذُّؤبان حق وجودنا؟ | أين الوجودُ وفكرُنا مشلولُ؟ |
فوقَ الحروفِ مخافِرٌ ونواجذٌ | فيها يُقيمُ السَّوطُ و المسؤولُ |
نتجَّرعُ الأحلامَ، نمضَغُ جَمْرَها | فالحلمُ صودِرَ، والحكيم هزيلُ |
الحلمُ أخفى بيرقي وشعائري | وملامحي لم يُجْدِها التمثيلُ |
لم يبقَ موسمُ حنطةٍ في بيدري | لم يبق سيفٌ بيننا مسلولُ |
كم بيدرٍ قد بثَّ جوعاً مُضنياً | يشكو إليهم والقُضاةُ مغولُ |
أَتُجيبُني وسؤال من نهوى بدا | مُترَنِّحاً والشرحُ فيه يطولُ |
قال اليراعُ، ودمعُهُ مُسْتَجمِعٌ | خَيْباتِهِ: جَسَدُ البيان عليلُ |
إنَّ البيان لمُكْتَوٍ من جُنْدِهِ | كم بدعةٍ، والسامعون ذهولُ |
كم قاطفٍ ثمرَ الألى لم يبخلوا | فتتوَّجَ الأمّيُّ والمخبولُ |
لا تنتفِضْ، لا ترتعِشْ فجميعُنا | مُسْتهلِكٌ... ونقيُّنا معزولُ |
وَجَعُ السؤالِ على الشفاهِ مُوَقَّفٌ | والمنشدون على الرصيف سيولُ |
وَجَعُ السؤالِ على الغصونِ ثمارُهُ | والزارعونَ، جفاهُمُ التبجيلُ |
أسأَلْتني؟ وسؤالُ مَنْ أهوى مُدىً | تمضي، ومن أحزاننا مجبولُ |
عيناكِ في غسقِ الإجابة مسكني | وتهجُّدي وهما الهوى الموصول |
لَمْحُ العتابِ يضُمُّنا، وَوِدادُنا | في صدرِ مَنْ أحبَبْتُهم محمولُ |
ما كان للشعرِ الجميل مُقَدِّرٌ | قد أرهقَتْهُ مفاسِدٌ و طبولُ |
فوق اللَّمى نبعُ الحروفِ وسحرها | والشعر يسمو والثُّغاء يزولُ |
تاه السؤالُ على دفاتر صمتنا | والباحثونَ عن الجوابِ قليلُ |
والقابضون على السؤالِ تهجَّروا | لم يَحْمِهمْ أملٌ ولا المأمولُ |
عذراً إذا جرحَ السؤالُ لحاظَكمْ | من قسوةِ الديجورِ هبَّ بقولُ: |
جُلُّ البغاثِ على النقيقِ تعيَّشوا | ونعيقُهُمْ يومَ اللقاءِ ثقيلُ |
قبض الجوابْ على السؤالِ وأُفْرِدا | لم يسمعا ما كانَ فيَّ يجولُ |
ليسَ السؤالُ بحاملٍ أوزارَنا | وكذا الجوابُ، قوامُهُ التأويل |