الاثنين ٣٠ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم حسين أبو سعود

وداعا يا ... بغداد

يا قصة طويلة كالنخيل، اغسلي تفاصيلي بدمعك السخين، اذكريني كلما دقت الساعة الثانية عشرة من كل منتصف نهار، لأنها ساعة الفراق

1
كفكفت دمعها
لان الصباح صار يدق الباب
فتحت له صدرها المحلى بحليب الوجد
كأنها تتوسل الدروب أن لا تأخذني
فتحجبني عن ناظريها تعرجات الضياع
كانت تخاف أن أسير في الظلام
بلا هوية
وبلا حقيبة تضم أوراقي
وأشواقي
كانت تلثم حزني كشيء مقدس
أهدته إليها السماء
 
2
 
أيها الجسد المجهد
أيتها الروح المسهدة
انتظريني على شاطئ نهر متوقف
عند شجرة جريحة
عند البلبل المسجى بالتغريد
تكحلي كالصبايا بحبي
ودعي قلبك من على البعد
يعانق قلبي
فقد أعود
وقد لا أعود
عندها انثري رماد اسمك على اسمي، ودعي رسمي يغرق بسلام
 
3
 
الليل هذا المعبد المهجور
إلا من شهوتين مخنوقتين بالحياء
أنا وأنت
ظلاًن هزيلان تحت السماء
يرتخيان بفعل الصمت الأبدي
يلتصقان من البرد
كما يفعل الفقراء
والغرباء
والأطفال
أتوضأ عند عينيك
راهبا كثير الصمت
استنشق أنفاسك الصاعدة
كنشيج الناي
التحف رائحتك كلما حاصرني الحزن
المنبعث من ثيابك
أنام على ظهري فرحا
لتزيد في بريقي النجوم
أدس شحوب وجهي بين شعرك المنساب
وهكذا طقوس الملائكة
وهكذا تحاك القصص
وتسير بها القوافل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى