وداع عصي

يا فارساً اخضرت على يديك رمال الصحراء

يا رزيناً تفتت الحجر بدموعنا عند الفراق

يا حكيماً خرجت خلفك جموع في العزاء

يا أباً غادرتنا وتركتنا في إعياء وبلاء

أبيات ألقيتها بقيثارة بالية ألحانها حزينة، و في جو مليء بالبؤس والحزن.

في ليلة ليس فيها ضوء للقمر وفي أحب الشهور إلى الله تعالى ودعنا قائداً ظل سائراً بنا إلى أن تعب ولكنه ودعنا تاركاً رأسه مرفوعاً وذكراه خالدة لا تمحوها الأزمنة والعصور.

لقد غادرت يا زايد بعد أن وصلت بنا إلى ذلك الركن الأقصى من تلك الشجرة المثمرة.

لقد أصبحت على يديك هذه الدولة دولة فتية ينهل من خيراتها الصغير والكبير وعابر السبيل.

أين ذهبت وتركتنا؟؟!! لا!! أنت لم ولن تذهب من قلوبنا. لقد غادرتنا جسداً لا روحاً فكيف تذهب روحك وقد حفرتها على قلوبنا في البطينين.

لقد سيطر على قلوبنا التي بكت بدموع غزيرة الحزن واحتلها البؤس وصادقها البكاء فما عرفنا بعدك من الورد سوى شوكه ومن الليل سوى ظلمته ومن البحر سوى ملوحته، ولكن ما بيدنا القول بعد هذا المصاب الجلل إلا ما يرضي الله تعالى إنا لله وإنا إليه راجعون.

لقد بات الحمام يتيماً، و أضحى الشعب حزيناً، و بكى القلب مريضاً؛ من الحزن عليك أيها البطل ولكنك أيها الليث رحلت تاركاً أشبالاً أصلاباً ونسأل الله تعالى أن يكون هؤلاء الأشبال مرآة لذلك الليث الوفي الذي جعل حياته ليحيي قوماً باتوا أشداء البأس.

لقد كنت يا زايد رمز العطاء والخيرات، لم نرك ولكن كانت القصائد والأقوال توصلنا إليك، لقد كنت البطل الحقيقي الذي ضحى بكل شيء مقابل الدم العربي وصدق الشاعر حين قال:

ولك المواقف نيرات ذكرها

في لم شمل العرب وهو مفرق

ولن ننسى موقفك الذي وقفته خلال حرب عام ألف وتسعمئة وثلاث وسبعين عندما قلت برجولة: (النفط ليس أغلى من الدم العربي) وكانت هذه المقولة بداية أزمات الإسرائيليين في تلك الحرب كما أننا لن ننسى أيضاً إسهامك المقدام على إنهاء الحروب الأهلية في لبنان الشقيق، وأيضاً لن ننسى مساندتك لمتضرري الكوارث الطبيعية، رحمك الله يا زايد الخير والعطاء لقد كنت تعي معنى الوطن ومعنى السلام ومعنى العروبة.