الخميس ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

«وطنٌ» يُسَمّى الجُرح

مرتضى حسن عبيد

نَفِدَ المصابُ وشاخَتِ المأساةُ
و تَنَکَّرَت لوجوهِنا المرآةُ
لا نعرفُ الأطفالَ
نعرِفُ دمعَهُم
کالمیّتینَ وما همُ أمواتُ
الفارشینَ علی البلاءِ ضلوعَهُم
و دماؤهُم للقادمینَ حیاةُ
نبتوا و ريحٌ قَوَّسَت اعوادَهُم
فَتَناهَبَت ثمَراتِها الغيماتُ
ركضوا كسِربِ الضوءِ خلفَ سمائهم
و غدت بهم تتعثّرُ الطرُقاتُ
«وطنٌ» يُسَمّى الجُرح حين يضُمُّهُم
نزَفوا به و بكوا عليهِ و ماتوا
و توسّدوا ورقاً علی کفِّ المدی
لكنَّ من ستروا الخریفَ عُراةُ
والحاضنينَ بلاءَهم لن يُهزموا
وعلى رکامِ بيوتهم ساداتُ
فهُنا يسمّونَ الرجالَ شواهقاً
فالیَخسئِ المحتلُّ و هو حصاةُ
والموتُ کفکَفَ دمعَهُ في خطوِنا
و توضّأت بدمائِنا الصلواتُ
تترادفُ الأحقادُ ضدَّ وجودنا
ظلماً، کما تترادَفُ السّنواتُ
نحو انكسار الضوءِ
مَدَّ غُصونهُ الليلُ السحيقُ
لتُقطفَ النجماتُ
الحربُ تدري أننا في جیبهِا
هلکی و تخنِقُ نبضنا الآهاتُ
والقصفُ أدرکَ أنّ أیدِیَنا اعتَلَت
و الرّیحُ تعلَمُ أنّنا رایاتُ
يحتاجُنا الوعدُ الأخيرُ فماً...كما
يحتاجُ فيض دمائِنا الميقاتُ
لکنَّهُ الأمَلُ المُشِعُّ علی المدی
إنَّ الوُقوفَ شجاعَةٌ و ثباتُ
فتبسّمَ الوطنُ الجريحُ طفولةً
رسمَت ملامحَ نصرها الدمعاتُ
كلُّ الرَّصاصاتِ اللتي اغتَصَبَت
أزِقَّتَنا ستُهزمُها غداً ناياتُ
و هناك عرشُ السيئاتِ سينحني
وعليهِ رغماً تستوي الحسناتُ
تبّت يدُ الغرباءِ مُذ جرحوا يدي
زيتونةٍ للصبر و هي فتاةُ
تمشي و تلتفت الفتاةُ لناصرٍ
كم أوجعتنا هذه اللَّفَتاتُ
یا أمّةَ الإسلامِ دوري حولها
کي لا یُصیبَکِ في الطریقِ شتاتُ
"رُحماءُ بينهمُ أشدّاءٌ على ال
كُفَّارِ" ...نادت هكذا الآياتُ
یا قدسُ ! قومي...فالقلوبُ کسیرةٌ
من نزفِ غزّةَ و الهمومُ رُماةُ
و انا هُنا دمعي الأُجاجِ ُ مفازةٌ
و دمي إذا عبرَ المَجازَ فراتُ
أوَکُلّماَ ضِعنا کإخوةِ یوسفٍ
نأتي لتَغسِلَ ذنبَنا العتباتُ
قتلوا بریقَ الحَرفِ في کلماتِنا
في بحرِ صمتٍ تَغرُقُ الکلماتُ
هُم واهمون بأنَّهم دفنوا الصباحَ
و غیّرت قسماتِنا الغاراتُ
ستَطِلُّ من أفقِ الزمانِ جباهُنا
و تقوم من أشلائِنا القاماتُ
و غداً سیُمحی من جبینِ بلادِنا
عُنفُ الغُزاةِ و تُکنَسُ الظُّلُماتُ

مرتضى حسن عبيد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى