الأربعاء ٨ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم مُعاذ علي العُمري

ومِن البَقَرِ ما قد قَتَلَ

كانت عندنا بقرة
يا حُسنَها بقرة!
تَحلبُ ثلاثَ مراتٍ
في كلِّ مرةٍ عشرة
مِن ضِرْعِها الطيّب
خططَ والدي
يُزوجُ إخوتي العشرة
ويشتري ثلاثَ دونماتٍ
أو محلاً لبيعِ الخُضْرَة
ويُعلمُ أخي بالجامعة
تخصصاً محترماً
مِنْحَة مِن البقرة.
تَراهُ بين الناسِ
هانئ البالِ
شامخَ الراسِ
لا بشهاداتي
لا بأبحاثي
ولكن بفخامةِ البقرة
مِن حلاوةِ البقرة.
وأمي تدعو الله
سراً وجهرة
أنْ يقي الأسرة
شرَّ ساعةِ العُسْرَة
وأنْ يَحْفَظَ البقرة
رأسَ مالِ الأسرة.
وقد جرى ذاتَ مرة
أنْ رأى البقرة
جارُنا نَعْرة أبو كَشْرَه
فقالَ: "وَلّ ما أكبر البقرة!
ولا مرة بحياتي
شُفْت قَدَّ هذهِ البقرة!"
فقالوا لهُ:
"صلِّ على النبي يا رجل!
لا تقضي على البقرة"
لكنْ هيهاتَ هيهات
مِن فَوْرِها انهارتِ البقرة
على الأرضِ مُضَرَّجَة
تلفظُ أنفاسَها الحَرَّى
تشهقُ مرةً، تحبسُ الأخرى،
فَزعتِ الجارة
دَبَّ الصياحُ في الحارة
هَرَعَ أخي إلى البيطري
يطلبُ النجدة
استحثَّ الخُطى
كلَّ خطوةٍ بعشرة
حاولَ الطبيبُ
بما أوتي مِن فهمٍ وخبرة
أن يُنقِذَ البقرة
جَرَّبَ أولاً
إجراء تنفس اصطناعي
ثم حاولَ إنعاشَ القلب
بالصَّدمِ الكهربائي
محاولة إثرَ أخرى
والناسُ مِن حوله يجأرون
صادقين
يرفعون الدعوة،
أن يَمدَّ الله في عمر البقرة
وألا يحبسَ عن الأرض
فضلَ هذه البقرة.
لكن... يا للحسرة
يـــا للحسرة
إنها الحقيقة المرة
العوضُ بسلامتكم...
قالَ الطبيب:
"ترى يا جماعة
ماتتِ البقرة".
بعد مِضِي فترة
على مصيبة البقرة
أقسمَ أبو ثقلة،
وهو رجلٌ صالحٌ؛
يُعرفُ بالتقوى
بين أهالي المنطقة،
أنه سَمِعَ البقرة،
ليلةَ الخميسِ على الجمعة،
تشكو إلى الله
قوة مفعولِ حَواجِبِ أبو كشرة
وتدعوه
أنْ يحفظَ سائر البقر في المنطقة
قبل أن تطيحَ بها هي الأخرى
أنفلونزا أبو كشرة.
حزنَ الناسُ كثيراً على البقرة
إلا أبي وأمي
لأنهم ماتوا مع البقرة.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى