الاثنين ١٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
مَازِلْتُ أَذْكُرُ ذَلِكَ الدَّرْبَ الطَّوِيلْ
بقلم صلاح الدين الغزال

وَادِي المَوْت

مَازِلْتُ أَذْكُرُ ذَلِكَ الدَّرْبَ الطَّوِيلْ

وَأَنَا أَتِيهُ مَعَ السَّرَابْ

لاَ خِلَّ يَسْمَعُنِي

وَقَدْ أَعْيَتْ مَوَاوِيلِي الصِّعَابْ

مُتَقَلِّبـاً فَوْقَ الهَجِيرْ

وَحْدِي بِلاَ سَنَدٍ

عَلَى شَوْكِ المُعَانَاةِ أَسِيرْ

يَوْمٌ عَصِيبٌ..

مَرَّ مِنْ عُمْرِي سُدَىً

لاَ جَفْنَ فِي الأَغْوَارِ يُرْجَى

بَعْدَ كَدٍّ أَوْ وَسَنْ

وَأَخٌ يَفُرُّ بِجِلْدِهِ

وَالصَّابِئُونْ..

هُنَاكَ مُذْ زَمَنٍ بَعِيدْ

قَدْ غَوَّرُوا آبَارَ بَدْرٍ بِالوَعِيدْ

لَوْ كُنْتَ يَا ابْنَ أَبِي القَتِيلْ

لَمَلأْتُ وَادِي المَوْتِ خَيْلاً

لاَ يُضَاهِيهَا مَثِيلْ

أَتَفُرُّ عَنِّي وَالقِتَالْ..

رَغْمَ الخُيُولِ البُلْقِ

وَالآجَالُ تَعْنُو لِلْحُتُوفْ

لَمْ يَحْتَدِمْ بَعْدُ

وَحَرْبِي لَمْ تُلَقِّحْهَا السِّيُوفْ

سَأَسِيرُ نَحْوَهُمُ بِلاَ رَأْسٍ

عَلَى أَشْلاَءِ قَوْمِي

إِمَّا ظَفِرْتُ بِجُرْعَةٍ

أَوْ أَنْتَهِي عِنْدَ القَلِيبْ

حَتَّى أَبَرَّ..

أَمَامَ جَحْفَلِهُمْ يَمِينِي

بِرَغْمِ نَعْتِي بالجهالة

وَهَلْ تُرَى..

إِنْ عُدْتَ مِنْ دُونِي

سَتَعْذُرُكَ الثَّكَالَى

إِنِّي بِرَغْمِ العَجْزِ وَالإِحْبَاطْ

مَا كُنْتُ أَخْشَى السَّيْرَ

وَحْدِي فِي المَجَاهِلْ

فَاظْفِرْ بِنَفْسِكَ وَلْتَدَعْ

جَسَدِي المُكَابِرْ

يَجْتَازُ دَرْبَ الخَوْفِ

بَحْثاً عَنْ ظَفَرْ

لَكِنْ حَذَارِ أَنْ تَقُولْ

إِنِّي فَرَرْتُ..

لِكَي أَجِيئَكَ بِالمَدَدْ

سَيَّانِ عِنْدِي أَنْ تَعُودْ

أَوْ لاَ تَعُودْ

إَنْ كُنْتُ فِي الوَادِي

سَيَقْتُلُنِي الكَبَدْ

بنغازي 21/6/2005م


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى