السبت ٤ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم
وَلِلْحُلْمِِ نَبْتٌ إِذْ سَما
ذابَتْ خَميرَةُ كَيدِهمْ تَحْتَ الْخَنـا | وَاسْتَنْفَرُوا نَزَقَ التّخَاصُـمِ وَالأَنَـا |
وَاسْتَغْرَبُوا وَجَعاً يُواجِـهُ شَوكَهُمْ | فََتَكالَبـُوا وَالْبَغْـيُ أَمْسَى دَيـدَنا |
حَتّى إِذا قُمْـنا نُجَـرّدُ صَمْتَـنا | سَكَبُوا عَلى أَسْماعِنا غُنْـجَ الدّنَـا |
لَمْ يَتْرُكوا ضَحِكاً يُبَلّـلُ عِرْقَـنا | وَالذّهْنُ مَقْرُوحٌ بِما حَمَـلَ الْعَنـا |
وَتَغَرّبَتْ مِنْ جَورِهـمْ أَحْلامُنـا | وَبَلابِلُ الأَعْنابِ تُخْـلِي الْمَوطِنا |
وَرِياحُهمْ تَذْرو السّهامَ وَتَحْتَـفِي | وَإِذا رَفَعْـنا هَامَةً ضَرَبُـوا الْقَنـا |
وَاسْتَجْلَبوا وَجَعَ الْمَدَائِنِ وَالْقُرَى | رَسَمُوا الرّغِيفَ إلى الأُنُوفِ لِتُرْهَـنا |
ها قَدْ رَأَوا كَيفَ الدّرُوبُ تَكَلّلَتْ | بِالشّعْبِ وَانْتَظَرَتْ هُبـوباً لِلسّـنا |
وَتَشُـدُّ شَرْيانَ الزّلازِلِ بالرجـا | لِ تَقُولُ لِلضّعَفاءِ يا رَمَـقَ الْمُنَـى |
ما جَمْعُـهمْ إِلا كَنَـفْسٍ تَقْتَـفِي | غِـرّاً يَنُـوءُ بِغِلّـهِ حَيثُ الرّنَـا |
فَذِئابُهُمْ تَرْعَى الرّدَى في خُصّـنا | وَالنّـذْلُ يَلْبَسُ لَيلَـهُ إنْ أَجْبَـنا |
فَيَكِيدُ يَجْرِي في الْبَراري والعـَرَا | مَنْ قالَ كانُوا أَهْلَ بَأْسٍ عِنْـدَنا! |
يَا وَيلَ مَنْ فَرَشَ الْمَذَلَّةَ وَارْتَخَـى | حَيثُ ارْتَضَى أَلَمَ الْهَوَى وَالْمَطْعَنا |
وَقَدِ امْتَطَى ظَهْرَ الْعَداوَةِ فَانْطَـوَى | خَسِرَ الّذِينَ يَسُومُهمْ خَوفٌ دَنـا |
وَتَجَلْبَبوا وَهنَ الضّميرِ على الْجَوَى | أَيَظُنُّ مَنْ رَكِبَ الرّصاصَ تَمَكّنَا؟ |
يَلْقَى الْحَفَاوَةَ فَوقَ أَرْضٍ تُشْـتَرَى | مِنْ غَاصِبٍ وَالْجَهْلُ يَبْدُو مَسْكَنا |
غَرَسوا بِلَيلٍ شِقْوَةً رُوِيَـتْ دَمَـا | وَسَماجَةً سَنّتْ عَلَيـنا الأَلْسُـنا |
أَفَلَمْ تَرَوا كَفّاً جَلَتْ صَمْتَ الْوَرَى | فَتَعَلّمُوا مِنْ خَيلِنا رَفْضَ الضّنـَى |
يَومَ ارْتَقَى نِيـلُ الْكَنانَـةِ مَـاءَهُ | وَقَدِ ارْتَأَيتُمْ رُمْحَنا فِينـا انْثَنـَى |
وَيَهيمُ فَوقَ حُصُونِـنا بُومُ الْبِـلَى | والْوَرْدُ يَكْظِمُ عِطْرَهُ فَاسْتَوسَنَـا |
فَخُدودُهُ تَخْبُو على طُرُقِ النّـوَى | يَالَيتَ قَومِـي يَعْلَمونَ بِمـا لَنـا |
بَحْـرٌ إذا غَضِبَتْ لَـهُ أَمْواجُـهُ | نَحَتَتْ لَنا صَخْرَ الشّطُوطِ مُلَوّنـا |
أَوَلَمْ تَرَوا شِعْرِي يَمُورُ عَلى الرّحَى | فيهِ الْحُروفُ تَذوبُ في سَطْرِ الأَنا |
وَأَخَافُ منْ حُفَرِ الدّرُوبِ فَلَمْ أَبُحْ | بِقَصِيـدَةٍ تَشْكُو فُـؤاداً مُذْعِنـا |
فَأَنا الْحَقِيرُ بِعَينِكُمْ، وَالصّبْـحُ لي | قُولُوا لِمَـنْ مَلأ َاللّيَـالِيَ أََعْيُنَـا |
الْقَولُ قَولُ الْوارِدِيـنَ لِحَوضِنـا | فَاسْتَمْتِعُوا بِخَلاقِكِمْ قَبْـلَ الْفَـنا |
أَرْضٌ رَبَتْ وَاهْتَزَّ فِيـها عُشْبُـها | فَرَشَتْ جَناحَيها لِمَنْ يَبْغِـى الْبُنَى |
هَذِي الْكُفُوفُ تَعَطّرَتْ مِنْ دَمْعها | وَتَعَلّمَتْ شَعْلَ النّجُومِ مِنَ الْـوَنَى |
حُلُمٌ إِذا نَبَتَتْ لَهُ سُـوقٌ سَمَـا | فَتَـراهُ يَرْسُمُ نَجْمَـهُ وَالأَغْصُـنا |