الجمعة ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

وِلادة

إبتسام الحمري

عاد الليل كما كان دائما
لينشر أهداب سواده فوق رأسي
الأرواح تتعانق تحت تبلور النجوم
لتنفض غبارها الثقيلة
ورغم ذلك لا شيء ينجلي
غير الفراغ
كيف أزيح عني همي النائم فوق صدري؟
وكيف أرافق الموت الذي يهرب مني؟
لن أفكر كثيرا بعد هذا الليل
حقا لا أريد أن أقسو على قلبي
ولا أريد أن أنخر ثقبه العميق
وما كنتُ لأعضّ شفاه الحياة
لولا اشتياقي لها
هناك رقعة ضوء ممسوسة
كادت أن تتآكل في الظلام
يبدو أن لا طاقة لليل في أن ينتهي
يقول صوت بداخلي:
صدقي تنبؤاتك
واقذفي الظلام خارجك
لتلمع الملائكة من حولك!
هيا... يجب أن أفلت من قضبان هذا الليل
سأشهد على ميلادي
وسأزُفّ الحياة من جديد
كأنني آهلة بأرواح كل المخلوقات
وبالرغم من أن العتمة أنهكت كاهلي
لن أفسد رغبتي في احتضاني بين يدي
كل ما كان يحدث عميقا
صار بإمكانه أن يختفي بوداع
لأنعش جوف صدري
ويصير أوسع من الكون
وأنقذ ما تبقى من قلبي
قبل أن يداهمنا الحنين
ما كنت أستطيع زرع الحب
لو لم أكن متّقدة
ولو لم أكن أتقن مضغ الذكريات بلذة
هكذا أقنعني الصبر
لأواصل هذا الجهاد الأغر
وأجيء بي من الأوهام الدامسة
مشرعة بالفطرة كالأجنة
مجرّدة من الدجى
كآية بيضاء تعلن نبوءتي
حتى أنام بدون خطيئة!

إبتسام الحمري

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى