الأحد ١٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٣
بقلم كوكب دياب

يــا كـوكـبًا

.
.
يـــا كـوكـبًـا مــا شــاءَ يـومـاً يَـطْـلُعُ
وإذا طــرقْــنــا بـــابَـــهُ لا يــســمـعُ

ومــتـى سـألـنـاهُ الــجـوابَ تـكـرُّمًـا
خـرَجَ الـصدى يطوي المدى لا يرجِعُ

وإذا أطــــــلّ بــطــلـعـةٍ شــعــريّــةٍ
ضـــاءتْ بـمـطلعهِ الـجـهاتُ الأربــعُ!

يـــا جــارحًـا قــلـبَ الــظـلامِ بـنـوره
أنّــى نُــداوي الـقلبَ حـين يُـقَطَّعُ؟!

رفْــقًــا بــنــا مـــا نــحـن إلا أنــجـمٌ
والــكــوكـبُ الــــدّرّيُّ مــــا نَــتـوقّـعُ

هو في ارتفاع الشّمْسِ رَوعتُها، وإن
قـاسُـوا بــهِ الـخُـلقَ الـرّفـيعَ فَــأروَعُ

وإذا عَـــــلا نــجْــمٌ فــذلــكَ دونَــــهُ
وإذا تــــرَفَّـــعَ غــــيـــرُهُ فـــالأرفَـــعُ

مـــا إنْ ثَـــوَى نُــورُ الـسّـماءِ بِـظِـلِّهِ
حـتـى اسْـتوَى فـي عـرْشِها يَـتَربّعُ

يـــا كـوكـبًـا يـكـسُـو الـنـجـومَ رداءَهُ
هـــلاّ رأيـــتَ الــنـورَ يَـومًـا يُـخْـلَعُ؟!

قُـلْ:كـيـفَ تَـخْـلَعُهُ وتَـبْـقَى كـاسـيًا
وعـلـيكَ مِــنْ كــلِّ ائْـتِـلاقٍ بُـرْقُـعُ؟!

لا ذنْـــبَ عــنـدكَ غـيـر أنّــكَ ظـالـمٌ
ولـكَ الأشـعّةُ فـي الـغياهبِ تـشفعُ

مـا لـي أراكَ مـودّعًا فـي كـلّ حينٍ،
جــئْـتَ فـــي عِـــزِّ الـلـقـاء تَــوَدّعُ؟!

أتُـــغــادِرُ الأفـــــراحَ مِــــنْ أبــوابِـهـا
والــفَـرْحُ مُـعْـتَـكِفٌ بِـبـابِـكَ أجْـمَـعُ؟!

بِـيَـدَيـكَ نـبـعُ الـحـبِّ يـجـري أبـحـرًا
والـحـزنُ يـجـري أشْـطُـرًا والأدمـعُ؟!

فَــلِـمَ الـتـوشّـحُ بـالـكآبةِ والأســى
والـفـجرُ فــي كــلّ الـمـواقعِ يـلْمَعُ؟

أغَـرِقـتَ فــي بـحـر الـعـذابِ مـؤبّـدًا
تـجـني لَآلـيْ الـشعر مـنه وتـزرعُ؟!

وتَـحـوكُ مــنْ ألَــمِ الـقـلوبِ قـصائدًا
ولـديـكَ فــي كـلّ الـقصائد مـطلعُ؟!

أم سِـــرْتَ لـلـجَـوزاءِ تَـسْـكنُها ومــا
بــاقٍ لأهــلِ الأرضِ دونَـكَ مَـطمَعُ؟!

يـــا كـوكـبًـا لـــمْ تَـثْـنِهِ ظُـلَـمُ الـلـيا
لـي... كـلّما اشـتدّت عَـليهِ يَسْطَعُ!

أرخـى الـظلامُ عـلى الـضياءِ حـجابَهُ
لا الـنـجْـمُ نـــامَ ولا الـضـيـاءُ يُـقَـنَّـعُ

مـــــا بِـــنْــتَ إلا والــنَّـهـارُ مُــــوَدِّعٌ
وإلــيـكَ هــامـةُ كـــلِّ لــيـلٍ تُـخْـضَعُ

فــإلامَ تـبـقى فــي الـلّـياليْ قـابِـعًا
وأشَـدُّهـا مــا فــي فــؤادِكَ يَـقبَعُ؟!

إن كـنـتَ طَـيفًا أو تـكنْ شـبحًا فـإنَّ
الـمـوتَ فــي الأشـباح دومًـا أسـرعُ

فـاخرجْ إلـى الأضـواءِ مُـتْ في نورها
إنَّ الــحـيـاةَ مِـــنَ الـمـواجـعِ تَـنْـبُـعُ

لا تُــوصِـدَنْ لـلـمـوتِ فــيـك مَـنـافذًا
مــا الـمـوتُ إلا مــا تـعـاني الأضـلـعُ

د. كوكب دياب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى