الأحد ١١ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم أحمد مروات

يوسف وهبي وزيارته لمسرح النهضة في الناصرة 1937 .

إن استرجاع تاريخ المسرح الفلسطيني لهو عملية تحتاج إلى دقة وبحث عميق في غياهب الأرشيفات والمصادر
وهي حقيقة تحتاج إلى دراسة . فقد ارتبطت نشأة المسرح في فلسطين بنشأتة في الوطن العربي المجاور خاصة مصر وسوريا ولبنان .

إلا أنة كان يتميز عن غيرة بعدم الاهتمام الكافي لتاريخه وعدم تسليط الضوء علية الشيء الذي لم يعطيه الدعم والاستمرارية والرقي ..

فأولى المحاولات المسرحية التي شهدتها فلسطين كانت انطلاقا من المدارس التي كانت تقوم بتقديم مقاطع لأحداث عالمية وتاريخية آو وطنية ..

ويجدر بنا أن نشير إلا أن أقدم هذه المحاولات كانت في دار المعلين الروسية ( السيمنار ) التي ترافق تأسيسها مع إطلالة عام 1886..

في عام 1896 قام طلاب المعهد الروسي في الناصرة بتشخيص رواية بعنوان التجربة على مسرح السيمنار وكان الممثلين عبارة عن تلاميذ المعهد منهم إبراهيم ورور الذي قام بدور الخادم .. وشكري سويدان بدور صديق الخادم .. وحنا خليف بدور بائع البرتقال .. وحبيب الداوود بدور القيصر .

وكانت تقام لهذة المناسبة حفلة يقوم المدير بدعوة وجهاء الناصرة وكبار موظفيها . فمنهم رئيس بلدية الناصرة على آغا الظاهر . وقائمقام الناصرة .. ورئيس الجندرمة التركي .ومدير النفوس ومأمور البوليس التركي .. كانت الرواية التي يشخصها هؤلاء الطلاب ذات طابع جميل وتترافق مع طقوس وتحضيرات واسعة ..

ولا شك أن الإرساليات التبشيرية التي توافدت على فلسطين قد أعطت شيئا من هذه الثقافة التي لم تخرج إلى النور بشكل يليق بها ..

اشتهر بالناصرة الكثير من رواد المسرح منهم المرحوم نديم نعمة بطحيش الذي درس هذا الموضوع وكانت له عدة روايات مسرحية منها مسرحيتة ( شلومي ) 1949 .

وأيضا الارشمندريت اسطفان سالم الذي يعد من رواد التأليف المسرحي ولة العديد من المسرحيات ..

والأديبة أسمى طوبي ابنة الناصرة التي رئست الاتحاد النسائي في عكا وعملت في إذاعة القدس كانت لها تجربة واسعة في التأليف المسرحي . ولها نساء وأسرار .. صبر وفرج .. أصل شجرة الميلاد ..

ففي الناصرة تأسس مسرح النهضة مع بدايات الثلاثينيات من القرن العشرين وانطلق بعرض الكثير من المسرحيات التقليدية المحلية والعالمية وكانت هذة العروض تكون عادة في المناسبات الدينية ..

وهي تجسد في الأصل واقع المجتمع من الأعمال الصالحة او عن العبر التي تصادف الناس ..
وكانت هذة المسرحيات تجذب الناس لما تضمنه من عبر وخلاصة ..

ففي عام 1937 قام يوسف بك وهبي بزيارة حيفا والتمثيل على خشبة مسرحها في الرابطة الأدبية ..

ثم سافر وهبي إلى مدينة الناصرة وفرقتة رمسيس واستقبل في قاعة مسرح النهضة وفية فقد استمتع يوسف وهبي بمشاهدة مسرحية بعنوان ( كرسي الاعتراف ) ..

ومما يرويه ابن الناصرة السيد نصر عودة أطال الله في عمرة وهو من مواليد 1920 انة اشترك في تمثيل هذة المسرحية عام 1937 أمام الفنان يوسف وهبي وكان طالبا في المدرسة ولة هواية في التمثيل فيروي عن هذة الحادثة القديمة فيقول "" خلال الدراسة في المدرسة الابتدائية تنبه المعلمون إلى حركاتي المسرحية فصرت أشارك في عروض مدرسية بتشجيع منهم .. وسرعان ما التحقت بمسرح النهضة في مدينة الناصرة وعلى خشبته شاركت بأكثر من 24 مسرحية .. فكان المشاهدون يذهبون إلى والدي ويخبرونه أنني ذات موهبة فذة وعليك بأن ترسلة إلى مصر ليصبح ممثلا بارزا كعلي الكسار .. لكني أصبحت نجارا حسب طلب أبي !!
وان نسيت تفاصيل العروض المسرحية فلن أنسى الحادثة التي تورطت بها يوم جاء بها الفنان يوسف وهبي إلى الناصرة وشاهد إحدى العروض في مسرح النهضة ( مسرحية كرسي الاعتراف ) ففي إحدى مقاطع المسرحية لعبت دور الموظف . وتتعرض شقيقته للضرب من إحدى الشبان فكان دوري أنا بأن امسك المسدس وأطلق الكبسون الصوتي إلا أنة لم يفلح ووقعت بحرج شديد ولم يخرج أي صوت !! فتداركت الأمور والخوف وأخذت كرسي كانت على المسرح وأنهلت بالضرب الحقيقي على رفيقي وأنا أقول حتى الرصاص لا يريد ان يتلوث بدمك .. وكان يصرخ من ألمه من شدة الضرب الحقيقي فلم يحتمل وخرج عن نص الرواية وقال بأعلى صوته "" خلص قتلتني .. خلصت علي بكفي ..

وذلك تحت قهقهات وضحك الناس ومنهم يوسف بك وهبي أيضا الذي تنبه للموضوع وأعجب بفن هذا الصبي""

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى