الأربعاء ٢٦ تموز (يوليو) ٢٠١٧

البيلسان يجمع «ديانا وسعاد» بعد فراق طويل

جمعتهما الصدفة، بعد انقطاع طويل، في مركز البيلسان لذوات الاعاقة الذهنية، في مركز صحة المرأة جباليا، (ديانا وسعاد)، كانتا صديقتين قبل سنوات حينما انضمن في مركز" لا تنسوني أبدا" المهتم بقضايا الاعاقة، وانتهى البرنامج التدريبي المخصص لهن بعد أن وصلن لسن السادسة عشر من عمرهن ومكثن في بيوتهم فترة طويلة وانقطعت سبل الاتصال بينهما.

كيف كان اللقاء وكيف تلاقت الأرواح قبل الاجساد وتفاصيل أخرى روتها ديانا التي تعاني من اعاقة حركية نتيجة اصابتها بحمى شوكية وهي في العاشرة من عمرها، بالقول:" التحقت في مركز لا تنسوني للإعاقة، تعلمت هناك العديد من مهارات التطريز والمهارات الحياتية، ولكن بعد فترة انتهى البرنامج، مكثب في البيت ست سنوات تقريباً".

انحصرت حياتي داخل السجن البيتي بين التطريز حيث كنت اقوم بعمل اكسسوارات شخصية لي ولأخواتي، وكنت اخرج بين الفترة والأخرى لزيارات اقاربي وعائلتي فقط، لم تكن لي علاقات اجتماعية وصداقات، بقيت على هذا الحال سنوات عدة إلا أن فوجئت بالاتصال على من قبل برنامجالبيلسان في مركز صحة المرأة جباليا التابع لجمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة عبر خالتي التي كانت تشارك في احدى الندوات، وبلغت والدي ووافقوا على انخراطي ضمن انشطة المركز.

تضيف(ديانا ) وملامح البهجة والرضا تكسوا ملامحها" عادت لي الحياة مرة أخرى حينما التقيت بصديقتي سعاد، داخل المركز، شكلت هذه اللحظة مرحلة مفصلية في حياتي، تغيرت كثيرا واكتسبت مهارات نوعية جديدة وبنيت علاقات اجتماعية".

تتابع بذات السياق والروح:" اصبحت انسانة أخرى اجتماعية لا تخشى احد، فضولية أسأل عن أي شيء، تعلمت من خلال الندوات وورش العمل والتفريغ النفسي كيفية حل المشكلات، لأكون حمامة السلام في البيت واساهم في حل النزاعات التي تنشب بين اشقائي، وباتوا يستمعوا لنصحي وارشاداتي اصبحت ذات قيمة ولست مجرد رقم".

غدت ديانا تتقن جميع النقلات والتصميمات ولديها قدرة على التعلم بشهل سريع كما قالت مشرفة المركز (عطاف محسن)، وتتابع كل ذلك عبر الجوال، وتتابع ايضا هواياتها في مشاهدة افلام الكرتون والاغاني".

طموحي أن اتقن القراءة والكتابة، اصبحت الان اعمل مشرفة على الفتيات واعلمهن فنون التطريز.

سعاد التي تعاني من اعاقة حركية، تقول:" مكثت في مركز لا تنسوني سنتين تعلمت خلالها القراءة والكتابة، وبعد انتهاء البرنامج المخصص لي، عدت ادراجي للبيت، فنسيت ما تعلمته، عانيت الكثير أصبحت اكثر عصبية واعاني من الام في كل مفاصلي، ارى كوابيس ليلية تقض مضجعي".

تغير حال سعاد بعد شهرين من انخراطها ضمن فعاليات وأنشطة مركز البيلسان لذوات الاعاقة الذهنية، التقيت بصديقة العمر ديانا، شعرت حينها بأن جزء من روحي عاد لي، علمتني التطريز حتى أتقنته.نسجت علاقات جديدة وكسرت حاجز الخوف.

تضيف والابتسامة لم تغادر ثغرها" اصبحت انسانة اخرى لها طموح، لدي ثقة بذاتي، أكثر من السابق، لم اعد اخشى الناس، ونظرتهم ساهمت ديانا في كل هذه التغيير، اصبحت اقدم الضيافة للزائرين في المنزل على عكس السابق وابادلهم الحديث، كل ذلك بفضل الله اولا ومركز البيلسان الذي أعاد لي الروح لحياتي".

تنهي أبو حجاج بروح عالية وثقة جلية، "اتمنى أن أكون محبوبة وسط الناس، وان اتقن الكتابة والقراءة حتى اتمكن من متابعة ما هو جديد، واكمل برنامجي العلاجي داخل المركز وأن يستمر المركز كحاضنة لنا حتى لا أعود لسجن البيت مرة أخرى".

ديانا وسعاد تشابهت ظروفهن الاجتماعية، وظروف الاعاقة، وتوحدت طموحاتهن حتى أصبحن جسدين بروح واحدة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى