الثلاثاء ٧ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم مروان زهير البطوش

قاضي الواقع

صَرَخات الواقع تجبرني سيّدتي أنْ ألزمَ حّديْ
تجبرني أنْ أقطع حبل الحُلُم الورديْ
تجبرني أن أنظر حوليْ
أن أتأمّلَ قيديْ
نحن نموج كقارب عشقٍ في بحر الواقعْ
والموج قويّ جداً جداً
يقذفنا رغما عنا ، فَهْوَ الخافضُ والرافعْ
وهو أساس تحركنا
وهو طريق تفككنا
نحن صنعنا القارب من خشب الأحلامْ
وصنعنا الأيامْ
ومشينا كفراش الصيف الأخضر فوق غصون الأوهامْ
وأخافُ سقوطاً سيدتي
فالغصن ولو كان سميكاً لا يحضن في الداخل إلا حبر الأقلامْ
حاولت كثيراً أن أتجاوزَ عالَمنا
حاولت كثيرا أن أمنح حلمي جسدا يمشي في الطرقاتْ
أن أجعلَ حلُمي واقع عيشٍ
أن أمنحَهُ نبضَ حياةْ
حاولت ملايين المراتْ
أن ألبس ثوب القبلاتْ
أن أركب سيارة إحساس النبضاتْ
أن أعمل ضابط سيرٍ في شريان القلب
وأقبضَ راتبَ أتعابي عدّةَ بسماتْ
حاولت ملايين المراتْ
لكن الواقع كبّل معصم أحلامي
ألقاني في سجن الأيامْ
سيدتي أتكلمُ في هذيْ اللحظةِ من خلف القضبانْ
أرهقني جلد السّجانْ
أدماني قيد زوايا ذاكرتيْ
والأُفقُ دُخانْ
سيدتي ... سيدتي
صدر الحكمُ على حُلُمي من قاضي الواقع بالإعدامْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى