الأحد ٢٩ أيار (مايو) ٢٠٢٢

زيارة الفيلسوف النمساوي هانس كوكلر للمغرب

تقود الزيارة الجديدة كوكلر إلى قسم الفلسفة بجامعة محمد الخامس، حيث يشارك في ندوة مهداة للراحل محمد سبيلا، أحد أصدقائه المغاربة، يوم 1 يونيو 2002 حول موضوع: "الفلسفة والتقنية"، ويشارك يوم 2 من نفس الشهر في ندوة بقسم الفلسفة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس تحت عنوان: "الفلسفة والترجمة وحوار الثقافات". ويعود يوم 5 يونيو إلى الرباط للمشاركة في الفعاليات الثقافية لمعرض النشر والكتاب، ليشارك في ندوة: "فلسفة التعايش والحوار بين الثقافات". وينهي جولته الفلسفية بقسم الفلسفة بجامعة بن طفيل بالقنيطرة يوم 7 يونيو، ليشارك في ندوة: "مهام الفلسفة في الوقت الحاضر".

تجدر الإشارة إلى أن أحد أهم مترجمي أعمال كوكلر من الألمانية إلى العربية هو الباحث المغربي د. حميد لشهب، المقيم في النمسا. وسيتم تنظيم حفل توقيع ما ترجم له في الشهور الأخيرة في أروقة ناشريه بمعرض النشر والكتاب بالرباط ككتابه: "الشك ونقد المجتمع عند مارتين هيدجر" و"تشنج العلاقة بين المسلمين والغرب. الأسباب والحلول" المنشوران من طرف دار النشر الأردنية "خطوط وظلال" الحاضرة بالمعرض، و"هيدجر وريبة الكينونة" المنشور من طرف دار التوحيدي (دار نشر مغربية)، و"هكذا تكلم كوكلر: المنشور من طرف دار النشر النورس بالرباط.

علاوة على هذا للفيلسوف النمساوي هانس كوكلر علاقة فكرية متميزة مع الساحة الثقافية والفلسفية المغربية منذ أكثر من ربع قرن. حَاضَر في أغلبية الجامعات المغربية واستدعى ثلة من الباحثين والمشتغلين بالفلسفة لتقديم محاضرات في مؤسسات جامعية نمساوية في مناسبات عدة وفي أوقات مختلفة. ويعتبر كوكلر النشاط الفلسفي في المغرب مؤشرا على صحة وعافية، ليس فقط التفكير الفلسفي المغربي، بل الحقل الثقافي برمته. يثمن أيضا تعميم تدريس الفلسفة في الكثير من الجامعات وكل الثانويات المغربية، ويعتبر هذا نوعا من حماية الشباب من كل أنواع التطرف، لأن الفلسفة تساعد على إعمال العقل وإشعال فتيل النقد، حيثما كان ذلك ضروريا. ولا يرى أي تعارض بين الفلسفة والدين، بل يؤكد بأن الميدانين يكتملان في الكثير من الجوانب، على الرغم من المرجعيات المختلفة لهما. ويؤكد على ضرورة التعاون بين الميدانين في زمن ما يسميه "التشرد الميتافيزيقي Metaphysische Heimatlosigkeit"، الناتج عن التطور الخطير للتكنولوجيا، التي لا تفهم نفسها كبديل للميدانية معا فقط، بل كهدم لهما معا، ليعيش الإنسان في تيه وجودي لم يسبق له نظير في تاريخ الحضارة الإنسانية. وإذا ما نجحت في هذا، فإن عصر "العدمية" الحقيقي سيبدأ، بما يعنيه هذا لمصير الإنسانية جمعاء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى