السبت ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢١

مرثية شاعر

مصطفى معروفي

هــــو رب الــقـريـض عــنــا غــابــا
لـيت شعري سهم الردى ما أصابا
كــل يــوم مـن قـبة الـشعر يـهوي
شـاعـر كــان فــي الـظلام شـهابا
أسـكر الـكون مـن كؤوس القوافي
أطــيــب الــخـمـر لــــذة وشــرابـا
لـم يقصر في جهده،في سبيل ال
شـعر لـم يـسأل حـين ضحى ثوابا
أيــهــا الــشـاعـر الـفـقـيد وداعـــا
جــئــت طـيـفـا ألـــم ثــمـة غــابـا
كــــل قــلــب بــاك،فـذاك رحــيـل
وأخــــو الــمــوت لا يــــروم إيــابــا
هـــو ذا الـشـعـرحين قــيـل أبـــوه
قــد قـضـى فــاض دمـعـه تـسكابا
مـــن يـنـابـيعه الـقـصـيدة تــجـري
مــثـل نــهـر ســلاسـة وانـسـيـابا
يـسكب الـشعر مـثل شـهد مذاقا
والـقـوافـي تـنـسـاب مـنـه عـذابـا
مــا رســوا الـشعر نـزوة غـير أنـي
مــنــك ألــفـيـه حــنـكـة وعــذابــا
نــهـضـوا يـكـتـبـون نــثـرا هـجـيـنا
ودعــــوه شــعــرا ولــجــوا كــذابـا
حـسـبـوه ســهـلا ،فــكـل غـــراب
بـــــات يــصـمـي آذانــنــا تـنـعـابـا
أنـشأوا نـصا أعـرجا،ليس يـمشي
مـسـتـقـيما،لغو يـنـافـي الـصـوابـا
ويــح قـومـي صــار الـقريض غـريبا
فـيـهـمو شـاكـيـا يــمـوت اكـتـئـابا
وهـم الفرسان الأشاوس في مي
دانــــه حـقـا،يـحـسنون الــضـرابـا
كــل حـين تـدنيه مـن حـتفه هـفوة
شـعـرور لـيـت شـعري- اقـترابا
تـحسب الـماء فـي الذي قال لكن
عــنـد ورْْد لـــم تــلـق إلا الـسـرابا
شـوهـوا الـشـعر ويـحـهم فـظـللنا
نـقـرأ الـشـعر يـشـتكي الأعـطـابا
شـوهـوا الـشـعر ويـحـهم فـظـللنا
لا نـــــراه مــغـانـيـا بـــــل يــبــابـا
سوف لن ننسى شاعرا طالما أترع
صـحـن الأسـماع شـهدا مـذابا
الـقـصـيـد الـجـمـيل طـــوع يــديـه
ذو بـــهــاء ،إذا دعــــاه اسـتـجـابـا
سـكن الـحسن فـيه لـيس به نبوة
لــفـظ ، فـــي الأذن لــذ وطـابـا
كـــان لـلـشـعر قـلـعة ذادعـنـه ال
بــــوم قــــد رامــــه وذاد الــغـرابـا
مـتـنـبـي زمــانـه إن يــقـل شـــعرا،
وقــس إن قــام يـلـقي خـطـابا
فـعـلى الـقـلب يـنزل الـشعر مـنه
مــثــل ثــلــج يــهــدئ الأعـصـابـا
عــــاش فــــي أمــــة لآمـالـهـا غنّـــى
وآلامــهـا فـغـنـى احـتـسـابا
أمـة حـط الـكرب فـي سـاحها،كرب
لــعــمــري يـــفــرخ الأوصـــابــا
هـي ذي القدس سائلوها بها من
قــد تـغـنى والـخـطب ســاد ورابـا
طــي وجـدانـه فـلسطين عـاشت
وطـــنــا حـــبــه ارتـــــداه ثــيــابـا
مـوطـن الـعـرب مـنـذ كـانت ولـكن
أخـــذت مـنـهـم عــنـوة واغـتـصابا
فـي بـلادي كم شاعر عاش ضنكا
ــالـه يـشـقـى حــيـرة واضـطـرابا
شــظـف الـعـيـش حـظـه ،ولـئـيم
كــــل يـــوم لـلـمـال يـفـتـح بــابـا
هـــو نـــور الـطـريق سـمـتا ونـبـلا
وســمــوا، يــهـدي الـــورى آدابـــا
لـم يـزل فـي قـلب الـكفاح ولـم يوثــــر
لــجـبـن كـآخـريـن انـسـحـابا
دائــبــا فـــي مـسـيـره لا يـبـالـي
أجـــبـــالا أمـــامـــه أم هــضــابــا
مــثـل داع يـبـغـي ســعـادة قــوم
فــيـعـانـي الــجــحـود والإرتــيــابـا
يحتسي كأس الغبن من قومه وال
عــمـر يـقـضـيه حــسـرة واغـتـرابا
أهـــمـــلـــوه،أزروا بـــــه،نــــاوأوه
لا حـــقــوه دســيـسـة واغـتـيـابـا
أيــهــا الــراحــل الــعـزيـز وداعــــا
إن فـــي الـقـلب بـالـفراق الـتـهابا
أنــت بــاق رغــم الـرحيل ويـكفيك
افـتـخارا لـلـشعر نـلـت انـتسابا
لـيس يـفنى ذكـر العظيم متى صار
إلــى الـقـبر كـي يـوارى الـترابا

مصطفى معروفي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى