الخميس ١٠ شباط (فبراير) ٢٠٢٢

معرض «عين» للفنانة سما دودين في جاليري رؤى 32 للفنون

تحت رعاية معالي الشاعر الأستاذ حيدر محمود، وزير الثقافة الأسبق، يفتتح يوم الثلاثاء 22 شباط 2022 بجاليري رؤى 32 للفنون. عمان، الاردن. معرضاً فنياً للفنانة (سما دودين)، الذي يحمل عنوان "عين"، والمعرض يستمر حتى 15 آذار 2022. يأتي كدعم وتشجيع من الجاليري للمواهب الشابة، حيث يساهم الجاليري من خلال توجه في دعم الإبداعات الجديدة.

ويتضمن المعرض (40) لوحة فنية نفذت بالقلم الاسود والأحبار. حيث تناولت الفنانة سما دودين على مسطحات لوحاتها ثيمة (العين) بشكل متميز، واستطاعت من خلالها أن تأخذنا إلى خزانة (العين) في الأمثال الشعبية الأردنية الغنية بالحديث عن العين في مختلف حالاتها الرمزية والواقعية، فـ (العين مغرفة الكلام ) ومرآة النفس، وهي أفضل وسيلة للتعبير الإنساني. لا سيما أنها تكشف أحوال النفس البشرية وتفضح خفاياها.

وللعين مسميات كثيرة النفس تتوافق مع تقلبات البشرية مثل العين الجريئة، العاشقة، الحزينة، الفرحة، والسارحة. كما حظيت العين أكثر من غيرها من جوارح الإنسان بمكانة خاصة في الموروث الشعبي العربي، سواء في الأمثال أو الحكاية أو الخرافة أو النميمة، وارتبطت بمدلولات رمزية كثيرة في الذاكرة الشعبية مثل الجشع، الحسد، والعيب.

وقد انطلقت الفنانة (سما دودين) المسكونة برسم العيون المعتمرة لعصابة الرأس، برسم أعمال فنية أخف وَطْئاً وأكثر مرحاً ضمن سلسلة ( عين ) والتي تجسِّد عيون المجتمع المتربصة بالآخرين لوصمهم بالعيب، وهو مصطلح ثقيل على النفس خاصة عندما يتعلق الأمر بالإناث.

وسنستعير للدلالة في النظر إلى أعمال الفنانة (سما دودين) قول الشاعر الروسي الكبير بوشكين في وصف أعمال غوغول: "يا الهي انه لم يخترع شيئا من عنده بل انه حكى الحقيقة البسيطة."

فمن السذاجة القول أن أعمال الفنانة مجرد ألعاب فنية في ملعب الموروث الشعبي كما فعل الكثير من الفنانين دون وعي، لكنها عند (سما دودين) تعبرعن حالة إبداعية مرئية مطبوعة بداخلها. حيث قامت بتوظيف الزخارف الهندسية والنباتية والكتابية إلى جانب (العين) التي انتشرت على مسطحات لوحاتها بحركات مختلفة فظهرت العين بأجنحة تطير بها، وأصبحت كذلك اخطبوط يتضمن نحلة وسمكة وأشكال حيوانية أخرى. كما تضمنت بعض أعمالها الفنية التي زاوجت بين المرئي بدلالاته اللغوية واللامرئي الجمالي بدلالته الفنية، كتابات مصاحبة لـ (العيون) حملت معان كثيرة مثل "خير... في إشي؟" و "ييي... شو عيب" و "ولكم عيب" و "متخبطة: بضحك.. برسم.. بقطّع.. بلوّن.. برقص.. بلعب.. بغيظ.. صاحية..نايمة.. بحلم.. بحلق.. بنجن.. بخبط.. بزعل.. بفكر.." و "يا خسارة " و "ليش مش طابخة" و "يا عيب الشوم".

وهذه الكتابات التي تتردد على لُسُن الناس، شكّلت قاعدة لتساعد المتلقي على تفهم البعد الجمالي لتشكيلات رمز (العين).

وما يميز أعمال هذا المعرض الاشارية والزخرفية والحروفية، أنها تستمد قوتها من الموروث. فالمبدع الحقيقي هو الذي يضيف عناصر جديدة إلى المعرفة البصرية مبتعدا عن الاستهلاك للفن الفولكلوري والتراث الشعبي بخلق عوالم خاصة به.

الفنانة (سما دودين) التي اتخذت من العملية الإبداعية هاجساً وباعثاً على المتخيل. تبحث عن الخلود في ذاكرة المتلقي، وتحاول أن تعرّي الواقع من خلال ثيمة (العين)، وتحاول عبر هذه الثيمة أن تتميز في إعادة صياغة ثقافتها المحلية لإضافتها كمنجز تشكيلي يعتمد على الموروث الشعبي وإعادة إنتاجه بقالب جديد يمازج ما بين (العين) وتجاوز ثقافة (العيب) التي أصبحت دارجة في أوساط المجتمع إتجاه الأنثى كدلالة جمالية وبرؤية معاصرة تغني الثقافة في جانبها الإيجابي بشكل عام.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى