الخميس ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٣
بقلم هشام عبدالمنعم عبدالحميد عباس

يداي نظيفتان جدا جدا

قصة للأطفال

"استيقظ يا ستافي، نحن نتعرض للهجوم!"
استيقظت بكتيريا الجلد ستافي خائفة وقالت: "ما الأمر؟ من يهاجمنا يا بروبي؟"
قالت بكتيريا الجلد بروبي: "إنها البكتيريا الشريرة".
صرخ ستافي لإيقاظ كل بكتيريا الجلد قائلا: "يجب أن نهاجمها في الحال".
هاجمت بكتيريا الجلد البكتيريا الشريرة بطريقة منظمة. صرخ ستافي في بكتيريا الجلد: "لا تتركوا مغذيات للبكتيريا الشريرة"، صرخ بروبي: "لا تتركوا مساحة تعيش فيها البكتيريا الشريرة" وأفرزت بعض أنواع بكتيريا الجلد الأخرى بعض المواد لتمنع نمو البكتيريا الشريرة.
بعد هذه المعركة الكبيرة، تمكنت بكتيريا الجلد من ايقاف هجوم البكتيريا الشريرة. كانت بكتيريا الجلد سعيدة بالتخلص من أعدائها.
ولكن بعد بضعة أيام رأت ستافي وبروبي آدم يغسل يديه بصابون جديد. اشتمت ستافي رائحة غريبة، وفجأة سقطت العديد من بكتيريا الجلد ميتة. بكت ستافي كثيرًا وصرخت في بروبي لترى ما يحدث. كانت ستافي وبروبي منزعجتين ومتفاجئتين، لكنهم لم يعرفوا السبب.
كانوا يعلمون أن آدم يهتم بصحته ويغسل يديه قبل وبعد تناول الطعام وعندما تتسخان أثناء اللعب بصابون عادي يزيل الأوساخ وكان هذا مفيدًا لبكتيريا الجلد. ذات يوم أخبره صديقه علي أن عليه استخدام الصابون المطهر باستمرار بدلاً من الصابون العادي لقتل الجراثيم لتجنب العدوى.
قال علي: "كل الميكروبات ضارة وتسبب الأمراض، لذا يجب قتلها جميعًا". كان هذا بعد أن أصيب جد علي بفيروس كورونا. كان مريضًا جدًا وتم نقله إلى المستشفى. كان جد علي مهملا لا يلبس كمامة عندما يكون خارج منزله ولا يغسل يديه عندما يعود إلى المنزل. أخبر والد علي ولده بظروف مرض جده. كان علي خائفًا جدا لدرجة أنه صار يغسل يديه بالصابون المطهر مرات كثيرة جدا يوميًا، حتى لو لم يخرج أو يتصل بأشخاص آخرين.
اقتنع آدم بنصيحة علي واشترى صابونًا مطهرًا. استخدم آدم الصابون المطهر كثيرا جدا كل يوم لتطهير جلده تمامًا مثل علي فصارت ستافي وبروبي حزينتين للغاية لرؤية العديد من أصدقائهم من بكتيريا الجلد يموتون في كل مرة آدم يستخدم فيها آدم صابونه المطهر.
يومًا بعد يوم، انخفض عدد بكتيريا جلد آدم بشكل كبير. ذات يوم، علمت البكتيريا الشريرة بالظروف السيئة لبكتيريا جلد آدم وقررت انتهاز الفرصة ومهاجمتها في الحال. حاولت ستافي وبروبي بضراوة مع بكتيريا الجلد القليلة المتبقية لوقف البكتيريا الشريرة. صاحتا: "لا تتركوا المغذيات للبكتيريا الشريرة ولا تتركوا مكانا لها لتتكاثر" لكن البكتيريا المتبقية كانت قليلة جدًا لتفعل ذلك كما كانت أضعف من أن تفرز موادها المثبطة، انتصرت البكتيريا الشريرة هذه المرة واستعمرت جلد آدم. وسرعان ما تضاعفت وازداد عددها
بعد عدة أيام وجد آدم بعض الحبيبات على يديه، كانت ملتهبة وتؤلمه وكبر حجمها مع الوقت. ذهبت به أمه للطبيب الذي فحصه وقال: لقد أصبت بعدوي بكتيرية يا آدم.
اندهش آدم وقال:" وكيف حدث ذلك وأنا أغسل يدي كل يوم مرات كثيرة جدا بصابونتي المطهرة؟"
ابتسم الطبيب وقال:" ولكن هذا خطأ وضار يا آدم،"
خطأ وضار! كيف ذلك؟!
لأنك تقضي على بكتيريا الجلد النافعة.
بكتيريا الجلد النافعة! وهل هناك بكتيريا نافعة تعيش على جلودنا؟!
نعم، وهي جزء من جهاز المناعة لدينا.
يا إلهي! هل تقصد أنها تساهم في حمايتنا من الأمراض؟
نعم.
إذن كنت مخطئا حين ظننت أنني أتخلص من الجراثيم بغسل يداي بالصابون المطهر على الدوام في حين كنت أقضي على البكتيريا النافعة.
نعم يا آدم فالصابون العادي يكفي لتنظيف اليدين طالما أنها ليست ملوثة بالجراثيم.
ولكن هل هناك ميكروبات أخرى نافعة في أجسامنا غير التي على الجلد؟
نعم، ويطلق عليهم اسم ميكروبيوم. إنها موجودة في جهازك التنفسي وفمك وأمعائك.
عالم الميكروبات عالم شائق جدا وانا سعيد لأنني عرفت عنه بعض الأشياء
الميكروبيوم جزء من أجسادنا، ولذلك يجب أن نعتني به!
قرر آدم أن يخبر عليا وباقي أصدقائه عن عالم الميكروبات. فكر في كتابة قصة عن هذا العالم المثير في مجلة المدرسة.
بعد ذلك صارت ستافي وبروبي وباقي بكتيريا جلد آدم سعيدة لأن آدم لن يؤذيها ثانية، وعندما تأتي البكتيريا الشريرة مرة أخرى سيكونون جاهزين للقضاء عليها.
وكذلك كان أصدقاء آدم في المدرسة سعداء بالتعرف على عالم الميكروبات الساحر.

قصة للأطفال

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى