الاثنين ٢٧ آب (أغسطس) ٢٠١٨
بقلم حاتم جوعية

آدم وَحَوَّاء

حَوَّا وآدَمُ عَمَّرَا الأرضَا
جسمًا وَروحًا أكمَلا بعضَا
في وَحْدَةٍ كانا وما افترَقا
حتى الرَّدَى والرَّبُّ قد أقضَا
بالحُبِّ والإيمانِ عيشهُمَا
لم يعرفا الأحقادَ والبغضَا
خاضَا الحياةَ بكلِّ قسوتِهَا
قطعَا السنينَ جميعَهَا ركضَا
عَهْدُ الوَفا قد كانَ بينهُمَا
طولَ المَدى لم يعرفا النقضَا
حُبُّ البقاءِ يظلُّ نهجهما
وَتحَدَّيَا الأشواكَ والرَّمضَا
والعيشُ في بؤس ٍ وَفي رَغَدٍ
عُلوًا يكونُ وَبعدَهُ خفضَا
زرَعَا البذارَ وَسَادَ نسلهُمَا
مَلأ البسيطة َ طولهَا عرضَا
كالنملِ أضحَى فوقهَا اكتظّا
رُغمَ التحضُّرِ ينشرُ الفوضَى
بالعقلِ سادَ على الخلائقِ قد
مَسَّ الطبيعةَ ، طُهرَهَا افتضَّا
أبناءُ آدم حاربوا بعضا
بمتاع ِ أوهامِ الدُّنى مَرضَى
قايينُ لم تُغفَرْ جريمتُهُ
هابيلُ كانَ ضحيَّةً مَحْضَا
حوَّا وآدمُ أوْرَثا عِللاً
عيناهُما لغدٍ لنا غَمْضَا
لولا الخطيئةُ خُلِّدَا أبدًا
عاشَا الشَّبابَ المُشرقَ الغَضَّا
تفاحةٌ سَاقتْ مصيرَهُمَا
فِعلُ الخطيئةِ لم يكُنْ فرضَا
وَنظمتُ شعرًا فيهما وأنا
روحي بدُنيا الأرضِ لا ترضى
من عالمِ الأنوارِ جئتُ إلى
دُنيا وُحُوش ٍ أدمَنتْ عَضَّا
في عالمٍ المالُ دَيْدَنُهُ
الكلُ باعَ الأرضَ والعِرضَا
أنا في سماءِ الفنِّ مُؤتلِقٌ
لقدِ احتللتُ الشَّمسَ والأرضَا
ملكُ القريضِ أظلُّ رائدَهُ
رغمَ القيُودِ جمالهُ وضَّا
أنا شاعرُ الشُّعراءِ في وطني
بي الفنُّ يبغي السَّيرَ والنّهضَا
وَمُتنبِّىءُ العصرِ الذي انتفضَا
مَن يبتغي عَن نهجهِ غَضَّا
مَن رامَ نقدي دونمَا سَبَبٍ
فَدْمٌ وينفضُ ريشَهُ نفضَا
سيفي صقيلٌ دائمًا ظمِىءٌ
سيشضُّ رأسَ المُدَّعي شَضَّا
خُضتُ التّجاربَ في الحياةِ ولمْ
تحفلْ جناني البردَ والقيضَا
ربُّ المكارمِ كلّهُم شهدُوا
والغيرُ يعطي النّزرَ والبرضَا
ويدايَ طائلتانِ مُذ صغر ٍ
لي لم يسدُّوا الدينَ والقرضا
وَصُروحُ مجدي للسَّماءِ سَمتْ
والغيرُ يُفتِي الرَّدمَ والنقضَا
شعري ليقظةِ أمَّةٍ رَقدَتْ
تبقى بلادي الروحَ والنّبضَا
للفنِّ للإبداعِ جئتُ أنا
لأساندَ الفقراءَ والجَرْضَى
وَلأنثرَ الأزهارَ في وطني
لأبدِّدَ الأحقادَ والغيضَا
كم من نساءٍ واكبَتْ أدبي
كم من لحاظٍ سيفُهَا يُنضَى
لم تغوني الغيدُ الحِسانِ هنا
ألحاظهُنَّ مِنَ الظبى أمضَى
أنا فارسُ الفرسانِ في زمن ٍ
الكلُّ عن دربِ الإبا انفضَّا
المالُ أضحَى الرَّبَّ .. لا قيمٌ
ماتَ الضَّميرُ بأمَّةٍ تقضَى
سَجَدَتْ لباغ ٍ دونما خجلٍ
وَعلى كرامتِهَا قدِ انقضَّا
سأظلُّ في دربِ الفدا علمًا
والغيرُ يبدي الجُبنَ والبضَّا
وَنفضتُ أوحالَ الخطوبِ ولم
أعبَأ بدهر ٍ لم يزلْ فضَّا
عرشُ البلاغةِ شدتُهُ بدمي
حزتُ الفنونَ النّثرَ والقَرْضَا
هذي القصيدةُ كُنْهُهَا دُرَرٌ
قد فاضَ سحرُ جمالِهَا فيضَا
وقصيدتي عصماءُ ساطعةٌ
فتشعُّ في آفاقِهَا البيضا
قد يعجزُ الأفذاذُ كلّهمُ
أن ينطمُوا كوَمِيضِهَا وَمضَا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى