الأربعاء ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
أبجدية الصلصال
بقلم: بن يونس ماجن/ المغرب
إلى 70 مليون شخص أمي في العالم العربي
لم يكن الحرف في يوم من الايامولدا شقيا ولا ضالاولم يكن ورقا أبيض اللونيلمع في سواد الليلولا صلصالا اصفرالملامحمضبوطا بالشكل واللوازمبل همزة وصلبين النطق والحوار المتبادلاينما كانت اللغةحتما ستجد الحرفوالمعرفةفي مرتعهما الخصببين طلاب العلموصانعي الحضاراتبعصا العميانيضع الكاتب المتعلمالنقط فوق حروف برايلويقود افكارهفي نفق معتمعلى جسر مائلأول الكتابة خربشاتعلى باب المعرفةومداد أسود على ألواح الطينوحروف الهجاءتنمو في أحداق الأطفالأول الكتابةحفر في جدار سميكوشم في ورق الشجر العريقوصفائح من الزئبقاول الكتابةحرث في ارض قاحلةحرث في بحر عميقموسيقى بلون العاطفةوعزف منفرديكون بعض الاحيانخارج النوتاتفلا يهم طالما يسعىالى بلوغ النكهة السرمديةأول الكتابةحرث في رماد الظلبقلم رصاص مبتور الرأسوطباشير غير طازجةوكراسة صفراء اللونمن سقم الاياموحروف الهجاء الجائعةوسطور من النورلا يسطع الا في الادمغة المتعبةأول لوحمن خشب العرعارتوشحه البسملةوبحروف الابجديةتفك الطلاسميدق على باب الكلماتبعضم مثلث الأضلاعفتخرج الذاكرةمن كهف النسيانلتلج ٍرأس الصبيالجالس على الحصىالدائخ بهمهمات الحفاظنحن أميون تائهونبين الجهل والوعيوعصا المعلم الغاضبتخبط فوق رؤوسنا الفتيةما جدوى مدارس محو الاميةلأمة ليست بقارئةومداد كأنه بحر يابستسبح فيهأقلام مكسرةنحن أمة لا تقرأ ولا تكتببشراهة نقضم القلمواذا صرنا شعبا متعلما وواعيافسوف يتزعزع الحاكم الغبيويقف لنا بالمرصادوسوف يلعن التوعية والمتعلمينوالفقهاء أجمعينوحتى لغة الضادملايين طن من الورقوأبار من الحبروجبال من الصلصال العريقوسبعون مليون أمييعيشون كالرقيقلتتعرى اللغة أمام الناطقينولتحبل الحروف بلفظ الضادوتبا للجهل اللعينالجاثم على صدور المنسيين
بقلم: بن يونس ماجن/ المغرب