الاثنين ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أبراج الحمام

تعد أبراج الحمام أقدم ما عرفه الإنسان من مساكن التربية وقد تناقل مربو الحمام تربيته في الأبراج جيلاً بعد جيل وكانت تنتشر ما بين أسوان إلى الفرات والثغور والطرقات الشامية والمصرية والحجاز وغزة وبلغ عددها حتى يوليو عام ١٢٨٨ ميلاديا قرابة ١٩٠٠ طائر حيث كانت الطيو تخرج من أبراج القلعة باستثناء مجموعة كانت في برج بالبرقية خارج القاهرة يُعرف ببرج الفيوم رتبه الأمير فخر الدين عثمان بن قزل وقد برع كثير من الناس في بناء أبراج الحمام وأخذوا يقيمونها على هيئة أشكال هندسية جميلة فمنها ما يبنى على هيئة مخروطية ومنها ما يبنى على هيئة قباب مستديرة ومنها ما يبنى على هيئة حجرات تزينها فتحات التهوية التي تعمل على أشكال مختلفة تعطي الأبراج منظراً جميلاً.

كانت أبراج الحمام أحد المعالم السياحية التي كانت تشتهر بها الفيوم باعتبارها أحد مراكز البريد الجوي في الدولة الإسلامية حيث كانت قلعة الجبل في مصر تحتوي على أبراج الحمام التي تطلق حمائمها إلى أنحاء مصر من خلال المراكز التابعة لها في جميع أرجاء مصر وسوريا.

تغيرت وظيفة الأبراج إلى تربية الحمام الزاجل للمحبين أو للهواه الذين يحبون اقتناء أنواع فريدة للحمام لذا فهم يطلقون على مكان تربية الحمام ( غِيًه ) بينما يبني المزارعون أبراج الحمام لتربية حمام الطعام أو لاستخدام مخلفات الحمام كسماد جيد للأراضي.

تعد أبراج حمام دنشواي بمحافظة المنوفية الأشهر تاريخيا لما ارتبط بها من أحداث٠

يتكون برج الحمام من الطين المخلوط بالتبن والقواديس وهى عبارة عن زلعة أو أواني تصنع من الفخار وفي بعض الأحيان يتم بناء قاعدة خرسانية من الأسمنت تقام عليها الأبراج لحمايتها من كثرة المياه في الأراضي الطينية أما عن الأواني الفخارية فهى في الغالب أسطوانية الشكل مغلقة من أحد طرفيه ومفتوحة من الطرف الآخر يبلغ طولها ٢٥ سنتيمتر وقطر فتحتها ١٥ سنتيمتر ومنتفخة في مؤخرتها انتفاخًا يصلح لأن يكون عشًا مناسبًا لا يتدحرج منه البيض وتحفظ الصغار من السقوط.
يقسم البرج من الداخل بجدارين متعامدين إلى أربعة أقسام متساوية ويقسم كل قسم فيها إلى مستطيلين بواسطة حاجز من الطين يقام على جذع نخلة ممتد بين جدارين متقابلين على ارتفاع متر أو متر ونصف من مستوى البرج وتوضع القواديس كذلك في الجدارين المتعامدين وفي الحواجز المذكورة بالتبادل بمعنى أن كل صنف تتجه فتحاته في جهة مخالفة للصف الذي فوقه أو تحته والبرج المبني على هيئة حجرة طولها خمسة أمتار وعرضها أربعة أمتار وارتفاعها خمسة أمتار تحتوي على ٧٠٠ إلى ١٢٠٠ قادوس يسكنها من ٥٠٠ إلى ٧٠٠ زوج من الحمام.

أما عن الثلاث فتحات الأخرى فهناك فتحة من الداخل للوصول منها إلى الأقسام الثلاثة الباقية ويفتح في كل قسم من أقسام البرج الأربعة من أعلا طاقتان أو ثلاث مستديرة قطر الطاقة نحو ٨ سنتيمتر لدخول وخروج الحمام كما توضع بعض أغصان الشجر أو الأوتاد العريضة الخشبية تحت هذه الطاقات وحول البرج من أعلا تسمى بالحمالات وهى معدة لراحة الحمام ورياضته قبل دخول إلى البرج وخروجه منه كما أن لهذه العروق الخشبية فوائد أخرى إذ أنها تستعمل لوضع المعالف عليها لتغذية الحمام وقت الحاجة وبجانب ذلك يستعملها الفلاح لنظافة البرج ولأخذ صغار الحمام ويطلى البرج من الداخل بالطين المتخمر حتى لا توجد شقوق تكون مأوى للآفات والحشرات ويدهن من الخارج بمحلول الجير حتى يكون محبوب لدى الحمام فيحب الإقامة فيه ولا تنجح إقامة الأبراج إلا بجوار مجرى ماء كالنيل أو ترعة لا ينقطع منها الماء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى