| أنا من عشتُ حُلمَ رضاك تجسيدا |
أيا وطني وبات الشَّدوُ تنهيدا |
| كما الأحلامُ تمرضُنا تداوينا |
هي الحبُّ الَّذي نرضاه تحديدا |
| حملنا الصَّبرَ والآلامَ من صغرٍ |
وردَّدنا ابْتهالَ الحزنِ ترديدا |
| ولكن لم نكن نبني على سفهٍ |
حضارتُنا بَنَتْ علماً وتوحيدا |
| أيا وطني أرى في جوفِ معضلتِي |
مثابرةً تحيلُ النَّوحَ تغريدا |
| فمصرُ الأمسِ كم صبرتْ على غزوٍ |
على ليلٍ جرى ضنكاً وتسهيدا |
| أراها في صراعِ الحقِّ ثابتةً |
تُسَدِّدُ سهمَها باللهِ تسديدا |
| فسعدُ النِّيلِ قد قامتْ لثورتِهِ |
أسوداً أسْقَطَتْ ظلماً وتنديدا |
| وعبدُ النَّاصرِ الدَّاعي لعزَّتِنا |
فقد أضحى لنا فخراً وتمجيدا |
| وللسَّاداتِ في سيناءِ ملحمةٌ |
سرتْ نوراً وللإصرارِ تجديدا |
| وسامُ المجدِ لن يسري إلى أممٍ |
أحالتْ عيشَها ذلاً وتشريدا |
| فما بالُ الَّذي يجري بأوطانٍ |
وقد سَقِمَتْ ومن أبلى لها عيدا! |
| فلسطينُ الَّتي أُسِرَتْ قضيَّتُنا |
نُبدِّدُها بداءِ الصَّمْتِ تبديدا! |
| فأين مروءةُ الإخوانِ في الثَّأْرِ |
وقد كانت لنا رمزاً وتخليدا |
| فيا عجباً لأقصانا يُنادينا |
ونرضى فيه تكبيلاً وتهويدا! |
| أيا سُورِيَّةُ استشرتْ لقتلانا |
معاناةٌ تزيدُ الأمرَ تعقيدا |
| ويا صنعاءُ قد أجرتْ خسائرُكم |
دماءً أضرمتْ ناراً وتصعيدا |
| ولولا اللهُ يا ليبيا لأُهْلِكنا |
وجرَّدنا صريعُ الكبرِ تجريدا |
| وبغدادُ الَّتي قادتْها أطماعٌ |
تَكَبَّدَتِ افْتِراءَ الغزوِ تكبيدا |
| ومصرُ الأمنِ لم تهدأْ جوارحُها |
يهدِّدُها طريدُ الحقِّ تهديدا |
| شموسُ العُرْبِ هل غربتْ أم انفجرتْ |
أجرحٌ لم يجدْ طبّاً وتضميدا! |
| ولكن ضيعتْ محنٌ هدى دارٍ |
فولّ اللهُ أهلَ الدَّارِ عربيدا |
| فيا وطني تعالوا نرتضي حكماً |
تعالوا نصطفي للحُلمِ تمهيدا |
| كتابُ اللهِ يدعونا لوحدتِنا |
يُهادي الكونَ أخلاقاً وترشيدا |
| وفي الإنجيلِ نلقى الصَّفحَ مزدهرا |
وكم أضحى لحبِّ النَّاسِ توطيدا |
| أنا العربيُّ مهما الجرحُ يؤلمُني |
فلن أُبقي لقيدِ الظُّلمِ تمديدا |
| أنا العربيُّ في الإصرارِ عزَّتُهُ |
وهل يرضى عزيزُ القومِ تصفيدا! |
| غداً أصحو كما الأيَّامُ تعرفُني |
سأُشهدُها لجمعِ الشَّملِ تعضيدا |
| تحابوا يا بني الأوطانِ تتَّحِدُوا |
تحابوا تصبحوا رمزاً وتقليدا |
| تعالوا نجعلِ الأحلامَ مشرقةً |
عسى للحلمِ يأتي الصُّبْحُ توكيدا |