السبت ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٤
بقلم سناء الشعلان

أدب المقاومة الفلسطينيّة عند سناء الشعلان

بقلم: فسنة بنت فيصل/ الهند

تعدّ المقاومة أنبل ظاهرة في تاريخ البشريّة، على الرّغم من أنّها تأخذ أشكالاً وسياقاتٍ عديدة، إلا أنّها استجابة لمعنى متأصّل فينا؛ فهي بمعانيها كلّها دليل على الصّحة النّفسيّة والمعنويّة للفرد والجماعة، كما أنّ الأمر يتعلّق بحقّ المظلومين في رفع الظّلم والدّفاع عن كلّ طالب حقّ.

تجمع القوانين والدّساتير إنّ أدب المقاومة الفلسطينيّة يعبّر عن روح الصّمود والإصرار لدى الشّعب الفلسطينيّ ضدّ الاحتلال الصّهيونيّ، كما يشمل الظّروف الصّعبة التي يعيشونها بسبب طغيان وظلم هذا الاحتلال.

تشمل الفنون العديد من أشكال التّعبير الفنيّ، بما في ذلك الأدب والفنون البصريّة والموسيقى والأفلام والمسرح والأداء، كما أنّها وسيلة لنقل الرّسائل السّياسيّة والثّقافيّة بقوّة وإلهام.

حمل أدباء المقاومة -أمثال غسان كنفاني- القضّية الفلسطينيّة بقلمهم وأصواتهم، ونقلوا مقاومتهم لكلّ إنسان، ونقلوا إلى العالم قمع الاحتلال الصّهيونيّ الذي حاول بلؤم وإصرار قطع تواصل الفلسطينيين الفكريّ والثّقافيّ والاجتماعيّ مع العالم.

لقد اختارت الكاتبة المقاومة الفلسطينيّة سناء الشّعلان (بنت نعيمة) لتكتب فيها، كما تدافع عنها؛ لتصبح واحدة من أدباء المقاومة الفلسطينيّة في الوطن العربيّ.

وُلدت الكاتبة العربيّة الشّهيرة سناء الشّعلان في عمان، وهي ملقّبة بشمس الأدب العربيّ، وبسيدة القصّة القصيرة العربيّة، وهي أدبية وأكاديميّة إعلاميّة أردنيّة من أصول فلسطينيّة، ومراسلة صحفيّة لبعض المجالات العربية، وناشطة في قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطّفولة والعدالة الاجتماعيّة، وهي تعمل أستاذة للأدب الحديث في الجامعة الأردنيّة، وحاصلة على الدّكتوراة في الأدب الحديث، وهي عضو في العديد من المحافل الأدبيّة والأكاديميّة والإعلاميّة والدّوليّة العربيّة والعالميّة، لها مشاركات واسعة في مؤتمرات محلّيّة وعربيّة ودوليّة في الأدب والنّقد والبيئة والتّراث العربيّ والثقافة الإنسانيّة والأدب المقارن، وهي عضو في لجنانها العلميّة والتّحكيميّة والإعلاميّة. حصلت الروائية سناء شغلان على البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة اليرموك عام ١٩٩٨، والماجستير في الأدب الحديث من الجامعة الأردنية عام 2003، وهي من أشهر النّساء المبدعات العربيّات، هي ناقدة وصحفيّة في مجلاّت عربيّة، وحصلت على العديد من الجوائز المحلّيّة والعربيّة والعالميّة في مجالات الرّواية والقصّة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال والبحث العلميّ، وحصلتْ على درع المعلّم الجامعيّ المتميّز من الجامعة الأردنيّة، وهي أيضاً عضو في لجان التّحكيم والمعلومات العلميّة، ومثّلت المنظّمة العلميّة، وشاركتْ في المشاريع الثّقافيّة العربيّة.

من ناحية أخرى فإنّ الدّكتورة سناء الشّعلان القاصّة والرّوائيّة والنّاقدة هي شخصيّة مشرقة في مجال التّضامن الفلسطينيّ، وقلمها يدافع عن حرية الشّعب الفلسطينيّ والشّعوب والأفراد المستعبدين، وهي تواصل دعمها وعطاءها لعدالة الإنسانيّة.

أهمّ الأعمال الإبداعيّة لسناء الشّعلان في أدب المقاومة الفلسطينيّة مجموعتاها القصصيتين المتتاليتين (تقاسيم الفلسطيني) و(حدث ذات جدار)؛ فـالمجموعة القصصيّة (تقاسيم الفلسطينيّ) هي أدب تسجيليّ بالدّرجة الأولى ينطلق من حكايات حقيقيّة من واقع النّضال الفلسطينيّ، ومن ذكرياتها من الواقع المحيط بالشّعلان بعد أن جمعتها بمساعدة أمّها المحبوبة المرحومة نعيمة المشايخ من تاريخ نضال الفلسطينيّ وتجاربهم ومعاناتهم، أو من التّغطيات الإعلاميّة والتّوثيقيّة الأصليّة لهذه القصص، فإنّ هذا العرض أيضاً شكل من أشكال الخيال في التذكير والترتيب والتفاعل مع الأحداث والمشاعر وردود الفعل، واختلاق الأحداث، وهي تفاصيل دقيقة للوصول إلى نهايات حقيقية أو متخيلة أو متوقعة..

أما المجموعة قصص قصيرة (حدث ذات جدار) فهي مجموعة قصص قصيرة تعتمد على وحدة موضوع المقاومة الفلسطينيّة؛ الجزء الأوّل منها بعنوان "بالقرب من الجدار"، وتشمل هذه القصص القصيرة العناوين التالية: المقبرة، حالة الأمومة، الصديق السري، الشمس والمطر على الحائط، من أطفأ الشمعة الأخيرة، عندما لا يأتي العيد، يزأر الوادي، لا يأتي الغروب سراً، وسور سعيد، والبوصلة، والمسامير، وبداية المطر، وأسطورة أبو عربي وغيرهم.

تشهد القضيّة الفلسطينيّة هجمة صهيونيّة على هويّتها وعلى الوحدة، وعن هذه القضيّة تدور فكرة (حدث ذات جدار) حول موضوعين لا ثالث لهما، المحور الأول بعنوان (أقرب إلى الجدار)، وتدور قصص المجموعة حول معاناة الفرد الفلسطينيّ ونفاد صبره في مواجهة جدار الفصل العنصري المبني"، وهو يدور حول موضوعين، وتدور قصص المجموعة حول معاناة الفرد الفلسطينيّ من الجدار العنصريّ.

خلاصة يمكن القول إنّ المجموعة القصصيّة (حدث ذات جدار) هي إضافة قصصيّة إلى أدب المقاومة الفلسطينيّة الذي تسجّل الشّعلان مشاركتها فيها، كما تكرّس فيه دورها في الجهاد المقدّس بالكلمة لصالح قضيّة العرب والمسلمين والإنسانيّة قاطبة، وهي قضيّة فلسطين، وتحريرها وتحرير مقدّساتها وأرضها وشعبها من الاحتلال الصّهيونيّ الغاشم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى