الأربعاء ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

أشواقٌ لوطنٍ مُهجَّر

أمجد غازي الخطاب

لا تسأليني يا صغيرةُ ما بي
فالشوقُ يطعنني بغير حِراب ِ
والشوقُ أوقدَ جذوتين فأشرقت
شمسي التي لم تكترث بشهابي
ما زال صوتي حينما انكسر الصدى
في البئر ، يخشى من قطيع ذئابي
و دمي المطلّ من الجراح على دمي
قد أهرقتْه و ما وَعَت أكوابي
و الليلُ راودَ سامريه ، و نجمة ٌ
مرتابةٌ تُصغي إلى مرتاب ِ
ألقى على كتفيَّ أشواقي و مزودتين
من خمر ٍ بلا أنخاب
و رمى إلي بشهقتين ِ و غُصّة ٍ
و بدمعتين على حدود سرابي
ليلي كليل النابغيِّ ، و غربتي
قدّت - و بئس الأمنيات - ثيابي
فوَجَدتُني كسّرتُ كلَّ أصابعي
من فرط ما طرقتْ على الأبواب ِ
تعبت يدايَ و كمْ وقفتُ ملوّحاً
لقصيدة ٍ تهمي كفيض ِ سحابِ
لتثيرَ شوقَ الذكريات بخافقي
و يضوعَ كالعطر الشذيِّ تُرابي
عبثاً أحاولُ جاهداً إخبارَها
عن فرقة الأحباب للأحباب
عن شرفتين و كم تشظّى زهرُها
لتكون شاهدةً على الأغراب
عن ذكريات ٍ لا تزال بخاطري
تهفو إلى الأهلين و الأصحاب
عن ضوع سوسنةٍ و دربٍ حالم ٍ
بالأمنيات .... و عن هوىً غلّابِ
و عن الغمامات اللواتي أسرفَتْ
بدموعها و بعشقها الجوّابِ
أشتاق ُ (طيّبةَ الإمام) و ذكريات ِ
طفولة ٍ و نضارة ٍ و شباب ِ
و كرومِ (فستقها) و ناطورٍ بخيمته
حديث اللوز للأعناب
و الليل ما أدراك كيف نديمُه
يروي تجاربه مع (الشُّيّاب ِ)
حتى إذا انبلج الصباحُ تجمَّعَت
أعذارُنا و مضَت لوقت حساب
يا سيلَ أسئلةٍ تطوّق أحرفي
فأجيبُها متلعثماً بجوابي
لله درُّ زمانها و رجالها
و مجالس ٍ تُغني غَناء كتاب
و تلوح في عيني طيوفُ أحبة ٍ
رحلوا ... و شوقٌ ممعنٌ بعذابي
و أنا أفتشُ في بريد رسائلي
عن موعدٍ يُلغي فصول غيابي
و أجيلُ طرفي علّ بارقةً تبشِّرُ
ذاتَ حلم ٍ مُرهَق ٍ بإياب ِ
فإذا شريطُ الذكريات و أحرفي
متوهجات ٍ مثلَ عودِ ثقاب ِ

أمجد غازي الخطاب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى