الأحد ٩ نيسان (أبريل) ٢٠٢٣
بقلم أسامة محمد صالح زامل

أفِق

ألا فاسْتفِقْ من أرذلِ الموتِ قد جرتْ
دماكَ وما كفىْ عداكَ دمٌ جرى
فقد سرقوا منكَ الصِّغارَ وأمَّهمْ
وأُختُك أمضَتْ ليلةَ الأمسِ في العرا
بدعوى حقوقٍ لا تُجزّا جزءْتها
وليستْ سوى سُمٍّ بدارك قدْ سرى
سيجري إذا لم تَصْحُ عِرضُك مثلما
جرى الدّمُ حتّى يرتوي منهُما الورى
ويُفضيْ لكَ الأطفالُ جندًا ليهدموا
على راسِك الأحياءَ والدّورَ والقُرى
ولن يكتفيْ الأعداءُ حتّى يسوقَك ال
العبيدُ وقد سيقوا ومن رقتَهُ شرى
تجاهدُ إذ ذاك السماءَ لتُشبهَ ال
البهائمَ منهمْ لا السّباعَ "تحضُّرا"
وفي الأهل درسٌ بل دروسٌ وقد بُلوا
بنومٍ به ابتُليتَ أمْ أنت لا ترى؟
أفِقْ رأفة بالأرضِ إذ لم يعُدْ بها
فروجٌ لتكديسِ المزيدِ من الكُرى
ألستَ ترى أنّ اختيالَ نباتِها
يعود لأشلاءٍ بها أُثريَ الثرى؟
روى ماؤُك الوديانَ في بيدهِمْ ولمْ
تسلْ ما الذي يَجري بداركَ أنهُرا!
أفق رأفةً بالدّهر إذ لم يعدْ بهِ
الكثيرُ ليعطيكَ المزيدَ لذا الكَرى
وما ظلّ فيه من زمانٍ مكرّسٌ
لصاحٍ سيأتي أو أتى كي يُعمّرا
فقُمْ كي تكونَه وإلّا فدَعْ لهُ
الزمانَ، عليكَ إثمهُ إنْ تعثّرا
و علّك تلقى فُسحةً ما بكوكبٍ
وما ضرّ ميْتًا موتُه مُتبخِّرا
أفقْ رأفةً بالموتِ كم حُطَّ قدرُهُ
بداركَ إذ أمسى يُباعُ ويشترى
وقد كان قبل اليومِ فيها مقدرا
مرورُ اسمِهِ يكفي لزلزلةِ الذُّرى
أفقْ نصرةً لله فقد غلّ بيته
العتيق بذي اللّبا وودٍّ وذي الشرى
وأُلبِستُ الآياتُ لبسًا معاصرا
فحلّ الربا والخمرُ والعهرُ والفِرى
وصار حديثُ بن هشامٍ معبّرا
و قولُ المقفّي للرقيّ مُدمّرا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى