الجمعة ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم صلاح الدين مرازقة

أنا وسيجارتي

أجلس وسيجارتي بعد الزوال، نتبادل أطراف الحديث، إذْ بها تركن سيارتها الفخمة على الطريق، تفتح الباب، ينتشر صخب موسيقاها في الحي، تنزل منها ثم تختلس النظر إلى الوجوه المنبهرة، ابتسامة مصطنعة، تترجل صوب الجهة الأخرى من الطريق، تختال بمفاتنها لتغري القلوب الملهوفة، نظاراتها تبدو أصلية، تدنو مني، فيغزو أنفي عطرها الفواح، فجأة يرن هاتفها، مكالمة من أحد العشاق طبعا، تجيب بنبرة يسودها التكبر، تداعب خصلات شعرها الأشقر ثم تنظر إلى ساعة يدها الباهظة الثمن، وكأنها على عجلة، تنهي المكالمة وتتنهد، لا تطيق دخان سيجارتي، تتردد برهة من الزمن، ثم تسألني بلغة أجنبية لا تتقنها حتى..

كنت حينها قد انصرفت، محاكيا سيجارتي التي قربت أن تنفذ، قد أبدو متعجرفا لكني لا أملك طاقة لأرى ملامحها..

غريب هذا العالم بقدر سخفه، وجميل حين نلتقي الجميل من الناس، علمني ألا أحترم من لا يحترم صمتي.. وعذرا فرغم جودة أشيائك تبقى شخصيتك مقلدة.

أرمي سيجارتي وأواصل سيري..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى