الأحد ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم حسني التهامي

أنة المدى

وئيدا مشيت
أدغدغ وجه الأديم
و يجتاحني – وقت صاخت
رياح
يبعثرها في سراديب رأسي السجينة –
صرخ البنات /
وجع البعاد
دمي الآن منفرط
مثل عقد ثمين
و روحي معلقة كالذبيحة
تصيح البنات :
" يا ويلتا ترحلين ؟
إلى أين راحلة ؟ و الصغار !!! "
 
ادمعي يا سماء
 
أبت دمعة أن تفيض
الرؤى غيمة فوق رأس المدى /
في خطوتي المستكينة بل الثرى /
سيخرج صباره مستطيرا /
وعيني مغرغرة بالدموع /
ادمعي يا سماء /
فهلا أفضت /
و هلا غسلت المدى المستريب /
أفيضي /
فذا الماء لا لن يغيض / و لا لن أبوح .
 
إذن راحلون
 
هم القوم في خطوهم ساهمون
أهم جاهلون بخطو الرحيل ؟!
نم تستفق
لعلك – بعد انفراج الضنى /
وبعد انعتاق الحبيبة من جلدها الآدمي –
إذن تستريح
- نم
- عسى يسكن الموج
لعلك باخع نفسك -
إذ تستبين على طاولات الزمان الوئيد
رؤى الزمن المستطاب
- هي الآن في عالم الطيبين
ينام الفراش على ركبتيها / تنام
تغازل في غمرة الحلم أولادها الحالمين
وتملا إصص البنفسج
بالماء
تغزل من خيط أحلامها
ملاءة هذا الزمان الوهيج
فنم -
- عسى يهرع الوقت
إنا إذن راحلون -
 
أراه دمي
 
تمددت فوق الفراش
ويغمض جفن لمسرجتي المستضيئة بالحزن
يذبل في آخر الوقت
تدمع مسرجتي
شتاء يأرجحني مثل طفل
فتسقط
ينكفئ الحزن – لما أفيق –
على مزهرية قلبي الوئيد
أراه دمي
كان منفرطا
مثل عقد ثمين
وروحي معلقة كالذبيحة
هل أشته الموت ؟!
تشهيت – والريح تفري عظامي الوهينة – جمع دمي
بعض دمي
 
يا سمائي أفيضي
 
أمامي يهتز ليل المصابيح
والنوء تصفع وجه الشبابيك
أعود لطاولتي مستريحا
يعود دمي
بعد أن كان منفرطا مثل عقد ثمين
وروحي عادت
الفراش ارتياح
تمددت ..
لم أكتئب للرحيل
تدثرت ..
تكلس وجه المصابيح
والريح راعدة
يا سمائي أفيضي
فذا الماء
لا لن يغيض
و لا لن أبوح
فأمي راحلة
و ها قد سكنت

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى