الجمعة ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧

أولاد الليل صرخة ضد التطبيع

القاهرة - محمد الشرقاوي - عن الحياة

يرفض الفنان السوري جمال سليمان أن يكون الحكم على دوره في المسلسل الجديد «ولاد الليل» الذي يرصد واقع الحياة اليومية في مدينة بورسعيد منذ توقيع مصر معاهدة السلام مع اسرائيل (كامب ديفيد) حتى اليوم، من خلال مدى اجادتة للهجة البورسعيدية التي يؤدي فيها شخصية أبو المكارم التاجر البورسعيدي، ويقول: «لا أدخل امتحاناً في اللغة وإنما في التمثيل وفي طريقة تعايشي مع الشخصية والتعبير عنها، وهو ما سيلاحظه الجمهور. إضافة الى انني بذلت مجهوداً كبيراً في اتقان اللغة والتعايش مع الشخصية التي اعتبرها في منزلة شخصية مندور ابو الدهب في مسلسل «حدائق الشيطان»، بل وتزيد عليها في ثرائها الفني».

ويؤكد بطل «التغريبة الفلسطينية» و «الخيط الابيض» و «ذكريات الزمن القادم» و «حدائق الشيطان» انه في سبيل تعايشه مع شخصية «ابو المكارم» الثرية درامياً، زار مدينة بورسعيد أكثر من مرة قبل بدء تصوير أول مشاهده، ليتعرف إلى أهلها وطريقة حياتهم وأحوالهم الاجتماعية والاقتصادية وعلاقاتهم مع الآخر سواء كان مصرياً أو اجنبياً. ويشير الى انه حرص على السير بمفرده في شوارع بورسعيد وأزقتها ليراقب عن كثب اهلها.

ويعتبر هذا العمل تحدياً كبيراً له، ويتمنى ان يحقق من خلاله نجاحاً يفوق ما تحقق لمسلسله السابق «حدائق الشيطان».

ويوضح انه لا ينافس احداً، ويتمنى لكل الاعمال الدرامية المعروضة على شاشة رمضان النجاح ولأصحابها التميز، ويقول: «نجاحهم هو بمثابة نجاح شخصي لي، فجميع الفنانين المصريين والسوريين اشقائي وتربطني بهم صلات صداقة قوية».

وينفي سليمان ما تردد أخيراً حول وجود خلافات بين أسرة المسلسل، خصوصاً بين الممثلين والمخرجة السورية رشا شربتجي، ويؤكد أن لا صحة إطلاقاً لتلك الأخبار الكاذبة التي يسعى بعضهم لترويجها، ويقول: «العلاقة التي تسود بين فريق عمل المسلسل يلخصها المثل المصري الذي يقول: «مثل السمن ع العسل»، ولا أبالغ في هذا التشبيه».

ويعزو طول فترة التصوير الى ان غالبية المشاهد صورت في اماكنها الطبيعية في مدينة بورسعيد، خصوصاً داخل سوق العرب الشهير في المدينة حيث تدور غالبية الأحداث. إذ استاجرنا سوقاً تضم 40 محلاً بعيداً من الديكورات ومواقع التصوير المكررة».

ويؤكد سليمان أن المخرجة رفضت تغيير شكل السوق حتى طريقة تنظيم العربات التي يستخدمها الباعة لعرض بضاعتهم من الأقمشة، كي تقدم عملاً يمتاز بالواقعية ويقدم صورة حقيقية عن مدينة بورسعيد».

ويشير إلى أن «أحداث المسلسل تدور في قالب اجتماعي يحمل الكثير من الأبعاد السياسية الرافضة للتطبيع والتسلل الصهيوني للجسد العربي».

كما يرصد «التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري في السنوات الأخيرة، وتحديداً في مدينة بورسعيد التي تبدلت أحوالها الاقتصادية عقب القرارات الوزارية بإغلاق المنطقة الحرة التي كانت مصدراً لرزق الآلاف من سكان المدينة، ما اضطرهم للبحث عن أرزاقهم في أماكن أخرى، فعانى كثيرون من وطأة البطالة، واستغل البعض هذه الحال الاقتصادية ليوقعوا بالفقراء بدفعهم الى أعمال خارجة عن القانون، مثل تهريب البضائع والمخدرات والتعاون مع تجار إسرائيليين يطمحون لفتح جسور التطبيع مع أهل المدينة الباسلة التي استعصت يوماً على قوات العدوان الثلاثي (إسرائيل وانكلترا وفرنسا) سنة 1956. أما اليوم ومع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت يسعى أبناء وأحفاد الجنود الذين عجزوا عن دخول بورسعيد بالسلاح إلى الإقامة فيها وبين أهلها بطرق أخرى».

ورداً على سؤال عن رؤيته لأي عمل درامي يقدمه، هل هو للإمتاع أم للتنوير، يقول سليمان: «اطمح دوماً إلى تقديم الاثنين معاً. وأرى أنه لا تعارض بينهما على الإطلاق، فالفن جزء من الواقع الذي نعيشه وعندما كتب دوستويوفسكي رائعته «الجريمة والعقاب» لم يكن مهتماً فقط بتغيير وعي الناس والمساهمة في تثقيفهم وإنما كان معنياً بإمتاعهم أيضاً».

القاهرة - محمد الشرقاوي - عن الحياة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى