أَعْرِفُ كَيفَ أَحْيا
مُنْذُ الصَّباحِ وأنا أَمْشي على يَدَيَّ
أَتَأَمَّلُ الحَياةَ بِالمَقْلوبِ وَأَضْحَكُ
لا أُريدُ أَنْ أُعِيدَ العالَمَ إلى مَكانِهِ،
أنْ أَخْلُطَ طينًا جَديدًا
في قِدْرٍ قَديمٍ
يَكْفي أَنْ أَنْفُضَ الأَوْراقَ عَنْ جَسَدي
كَيْ تَدورَ الدَّراويشُ في دَواخِلي.
رِحْلَتي البَعيدَةِ
كانَتْ أَنْ أَتْعَبَ فَأَسْمَعَ نَبَضاتِ قَلْبي
تُنَادي بِاسْمي
أَنْ أَتوَحَّدَ بِالْكَوْنِ
وَأَرْكُضَ
أَسْرَعَ مِنْ آلَامي.
حُبّي الأَسْمَى
كَانَ أَنْ أُغَنّي سَعيدًا مَعَ الصَّراصيرِ
«الليل يا الليل ! حكايتك غامضة وعجيبة !
شْحَلْ منْ واحدْ يسْهَرْ فيكْ فْيدُو الكاسْ والحبيبة
شْحَلْ منْ واحدْ إطفي فيكْ نرانْ القَلْبْ اللهِيبَة
ونا فْسْكُونَكْ نبغيك تسمعْ لحكايتي الغريبة».
كُلُّ الذي كانَ
تَكَسَّرَ وَتَهاوى
لَا يَهُمُّ ما سَتَحْمِلُهُ النَّحْلَةُ لِلْوَرْدَةِ
وَسَواءٌ تَفَتَّحَتْ أَمْ لا
فَلا أَحَدَ مُهْتَمٌّ بِامْرَأَةٍ تَفْتَحُ عَيْنَيْها
فِي قُصورٍ مِنَ العُصورِ الوُسْطى
وَلا حَسْناءَ مُهْتَمَّةٌ
بِفارِسٍ مِنَ الهُنودِ الخُضْرِ
يَأْتي الكُورْنيشَ واشِمًا رَقْبَتَهُ
بِإِكْليلٍ مِنَ العُشْبِ.
وَمَعَ هَذا،
كُنْتُ أَوَدُّ أَنْ أَضَعَ الحُبَّ فِي شَفَتَيْها
كَما يُطْعِمُ طائِرٌ فِراخهُ.
أَعْرِفُ كَيْفَ أَحْيا
وَأَعْرِفُ كَيْفَ أُدْفُنُ وَجْهي
في الأَرْضِ مِثْلَ نَعامَةٍ
ثُمَّ أُواصِلُ الرَّكْضَ
نَحْوَ سَعادَتي.