الأربعاء ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم
أُغْنِيَـةٌ لِلْفَوضَى!
الشَّمْسُ تَنُوءُ بِقَرْنَيهَاوَالظُّلْمَةُ تَطْلِي فَحْمَتَهَاوَمَفَاتِحُهَا تَدْعُو رُعْيَانَ اللَّيلِ وَعُصْبَتَهَاعَصَرُوا حَلَمَاتِ الأَرْضِ وَلَمْ تَجْزَعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىلَمْ يَسْطِعْ عُصْفُورٌ يَبْنِي عُشَّاً لِلسُّبْحَةِ..أَو يَغْرِزْ خَيطَاً في السَّقْفِ..وَقَيظُ الْبَلْدَةِ يَقْطُرُ غِرْبَانَاوَالْعَينُ عَلَى قَرَصَاتِ اللَّيلِ تَحُومُ وَلَمْ تَهْجَعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىغَنَّى الْحَسُّونُ بِلا وَتَرٍ خَلْفَ الأَسْلاكِ وَصَوتٍ يَشْرَقُ بَالأَدْمُعْهَجَرَ النَّغَمُ الْعَرَبِيُّ إلى مُوسِيقَى الْجَازِ..يُقَادُ لِغَنْجِ الرَّقْصِ وِلَمْ يُرْدَعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىوَالْخُبْزُ يَحِنُّ لِسُنْبُلِهِ وَمَخَاضٍ يَضْرِبُ في الْوَادِيفَالْمَالُ يَهِيجُ عَلى الأَنْفَاسِ فَيَكْوِي الْغَرْقَى..يَسْكُبُ نَكْبَتَهُ جَوفَ الْمُصْرَعْصَفَقَاتُ الْعَطْفِ تَخِرُّ تَبُلُّ الرِّيقَ وَيَنْشَفُ قَبْلَ وُصُولِ الدَّارِ..تُنَادِي النَّخْوَةَ لَكِنْ لَمْ تَسْمَعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىوَالْهَرْجُ يُنَاجِي غَابَاتِ الْقَلْبِ الْخَاوِي لِلَذِيذِ الْقِشْرِ الْغَارِقِ..في وَهَجِ الْمُدِنِ الْمُتَعَسِّرِ في شَبَكِ الشَّرَكِ النَّسَوِيِّ..وَنَارُ السَّكْرَةِ مَا زَالَتْ تَلْسَعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىقَصَصُ الأُمَمِ الْمَكْلُومَةِ نَبْكِيهَا شِعْرَاًوَالشِّعْرُ يَبُوءُ بِطَعْمِ هَزِيْمَتِنَافَالْخَطُّ يَضِيعُ مِنَ الصَّفَحَاتِ وَقَدْ يُرْفَعْوَالْفِكْرَةُ تُحْبَسُ خَلْفَ جِدَارٍ يَحْكُمُهُ الْبُرْقُعْفَالْعَقْلُ يَغِيبُ عَلى دَرْبِ التَّأْوِيلِ لِجَنَّةِ خُلْدٍ..وَالأَهْوَاءُ تُحَاوِرُ كَهْفَ الْبِدْعَةِ تَسْرِقُ أَرْكَانَ الصَّلَوَاتِ مِنَ الأَجْسَادِ..وَعَينٍ لَمْ تَخْشَعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىوَالدُّنْيَا تُخْفِي إربَتهَا الْمَحْبُوكَةِ لِلْجُمْهُورِ بَأَيدٍ فَاقِعَةِ الْحِقْدِ الْمَلْقُوحِبِرُوحِ الْعَسْكَرِ وَالْمدْفَعْأَعْيَادٌ نَنْظُرُهَا فَعَسَى أَنْ تُنْسِيَنَا لَونَ الطَّبَقَاتِ بِلا مَوجِعْوَالْيَومُ كَفَرْخٍ يَنْقُفُ بَيضَتَهُ بَحْثَاً عَنْ دُودَةِ عُشْبٍ لَمْ يَفْطُنْ لِفِخَاخِ اللّيلِ..وِلَمْ يَقْنَعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىغَوغَاءٌ تُذْهِبُ عَينَ الآبِقِ مِنْ عُرْفِ الْقَومِ الْمَأْثُورِ وَيَسْتَمْتِعْسُفُنُ الْبَطْشِ انْطَلَقَتْ..وَالْكَيدُ يَعُومُ عُلى عِوَجِ الأَنْهَارِ لِتَسْلِبَ نَشْوَتَنَا مِنْ كُلِّ تُجَاهٍ..وَالْمَخْمُورُ يُنَاجِي أَينَ خَلاصِي..يَا وَطَنِي الْمُتْرَعْوَنَعِيقُ الْبُومِ يَهِيمُ عَلى أَفَيَاءِ حَدِيقَتِنَا..وَيُقَلِّبُهَا في رِيحٍ لَمْ تَهْدَأْ مُنْذُ انْتَقَلَتْوَالْعِصْمَةُ لَمْ تَرْجِعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىتَتَمَتَّعُ طَائِرَةٌ دُسَّتْ في الْجَوِّ بِكُلِّ خَرَائِطِنَاوَخُرُومُ الأُمَّةِ لَمْ تُرْقَعْوَاللّيلُ طَوِيلٌ يُغْرِقُ صَرْخَتَهَا في جُبِّ الدَاحِسِ وَالْغَبْرَاءِ..وَصَوتُ اللَّطْمَةِ مَا زِلْنَا نَسْمَعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىوَفَقَدْنَا مِلْحَ الْوَقْتِ..نَئِنًُّ وَنَعْشَقُ رَفْعَ الصَّوتِ..وَنَطْلُبُ دَفْعَ الْمَوتِ..لِيَومٍ أَو يَومَينِ..وَنَنْسَى كيَفَ جُبِلْنَا مِنْ صَلْصَالٍ يُكْسَرُ في عُمْرٍ لا نَمْلِكُهُ..بَلْ لَمْ نَقْنَعْقَدْ نَسْمَعُ رَهْجَ الْحَانَاتِ الصَّوتِيَّةِ عِنْدَ قُنُوتِ الْفَجْرِ..فَنَرْسُمُ في الَّشَفَتَينِ بِكُلِّ مَشُوبٍ مِنْ هَوَسِ اللّذَّاتِ..وَلَمْ نُرْدَعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىثُعْبَانٌ يَرْقُدُ تُحْتَ التِّبْنِ وَيَلْدَغُ قَبْضَتَنَاوَالْعَينُ تَرَاهُ يَنَامُ عَلى سُرُرِ الزَّوجِيَّةِ وَالأَنْبَاءُ تَجُولُ بِحَارَتِنَا:يَا عِزَّتَنَاوَنَحِيدُ نَلُومُ وَلَمْ نَرْجِعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىوَبَلَعْنَا قَائِمَةَ الصَّمْتِ الْمَنْقُوشَةِ في حَنَكِ الإعْلامِ..فَلا زَبَدٌ يَرْغُو إلا الْمَكْتُوبِ لَهُ في أَرْوِقَةٍ شُرِعَتْ في نَادٍ رَبَّىأَلْسِنَةً تَلْوِي عُنُقَ الآيَاتِ لِمَنْ يَرْقََعْفَنَصَبْنَا عِيدَاً لِلْفَوضَىأُمَمٌ قَذَفَتْ مِجْدَافَ مَرَاكِبِهَا عِنْدَ الشَّطِّ الْمَرْهُونِ وَعَولَمَةٍ تَرْبَعْلَمَّا ذُهِلَتْ سَرَقُوا بَاقِي الْمِينَاءِ مِنَ الأَقْدَامِ..إِذِ انْجَرَفَتْ في الْيَمِّ لِتَلْحَسَ بَرْدَ الْوَعْدِ..وَبَهْرَجَةٌ تَنْصَعْ