الخميس ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم
إلى أين تمضي؟
1-إِلى أَيْنَ تَمْضِي؟كَأَنَّ الْجِبَالَ أَمَامَكَ سَهْلٌكَأَنَّ السَّمَاءَ الَّتِي تَسْتَظِلُّ بِهَا سِدْرَةُ الْمُنْتَهَىتَنْتَهِي دُوْنَ طُوْلٍ وَعَرْضِكَأَنَّ الطَّرِيْقَ سَيُوْشِكُ أَنْ يَخْتَفِي في السَّحَابِوَأَنْ يَجْعَلَ الْغَيْمَ حَقْلاً لأَرْضِي!إِلى أَيْنَ تَمْضِي؟وَتَحْمِلُ شَعْبَاً عَلَى رَاحَتَيْكَوَتَحْمِلُ عَرْشَاً عَلَى كَتِفَيْكَوَتَحْمِلُ فُسْتَانَ عُرْسٍ جَدِيْدَاًيُمَزَّقُ في كُلِّ رَكْعَةِ فَرْضِ!إِلى أَيْنَ تَمْضِي؟وَهَذِي الدَّقَائِقُ يَا سَيِّدِي الْكَهْلَ أَمْسَتْ سِنِيْنَاًوَكُلُّ الْبَوَادِي سَتَدْخُلُ مَرْحَلَةَ الشَّيْبِكُلُّ الْمَطَارِحِ شَاخَتْوَكُلُّ الْمَقَاعِدِ في طَرَفِ الشَّارِعِ الْعَرَبِيِّ تَخَطَّتْ صِبَاهَاوَمَا عَادَ يُؤْنِسُهَا غَيْرُ تِذْكَارِ حَيْضِ!إِلى أَيْنَ تَمْضِي؟أَهَذَا الطَّرِيْقُ الَّذِي خَطَّهُ كَعْبُكَ الصُّلْبُ أَمْسَى طَرِيْقَكَ نَحْوَ التَّحَدِّي؟أَهَذَا الطَّرِيْقُ الْمُعَبَّدُبِالْوَجَعِ الشَّاقِّ كَالْكِبْرِيَاءِ اسْتَحَقَّ الْمِضِيَّ عَلَيْهِ؟وَهَلْ أَصْبَحَ الدَّرْبُ يَا سَيِّدِي جُلَّ بَعْضِي؟!إِلى أَيْنَ تَمْضِي؟حِجَارَةُ دَرْبِكَ تَصْرُخُ طَالِبَةً نَجْدَتِيوَتُنَادِي عَلَيَّ كَأَنَّ النَّجَاةَ تُرَابِطُ في جَوْفِ جِسْمِيكَأَنَّ الإِلَهَ تَجَلَّى عَلَى طَرَفِ الْمَرْكَبِ المُتَحَرِّكِيَعْفُو عَنِ الإِنْسِ عَطْفَاً، وَيَحْمِيكَأَنَّ الْوُجُوْدَ هُنَا اسْتَحْضَرَ الرُّوْحَ حَتَّى تُصَلِّيعَلَى أَحْرُفِ اسْمِي!2-إِلى أَيْنَ تَمْضِي؟أَمَا زِلْتَ تَبْحَثُ عَنْ ظِلِّكَ الأَسْوَدِ؟تُرَاهُ سَيَظْهَرُ حَقَّاً؟وَهَلْ يَتَجَلَّى كَمَا قُلْتَ دَوْمَاً جَلِيْلاً؟وَهَلْ يَتَخَلَّى عَنِ الأُفْقِ حَقَّاً لِيَرْعَى غَدِي؟تَوَقَّفْ لِلَحْظَةِ صَمْتٍتَصَوَّرْ شِرَاعَ الصِّبَا يَتَرَاجَعُ نَحْوَكَ يَوْمَاًتَصَوَّرْ جَمِيْعَ الدُّرُوْبِ الَّتِي زُرْتَهَا تَتَقَدَّمُ نَحْوَ النِّهَايَةِتَسْتَخْدِمُ الظِّلَّ نُوْرَاًتَخَيَّلْ يَدِيهِيَ الطَّرَفُ الآخَرُ الْمُسْتَحِيْلُمِنَ الدَّرْبِ يَا سَيِّدِي!3-إِلى أَيْنَ تَمْضِي؟أَرَاكَ تُمَشِّطُ كُلَّ الْجِبَالِتُلاحِقُ أَشْبَاحَ هَذَا الطَّرِيْقِوَتَسْقِي الْحِجَارَةَ بَعْضَ الْعَرَقْأَرَاكَ تُقَدِّسُ صَوْتَ الضِّبَاعِتَعِيْشُ وَحِيْدَاً كَمِثْلِ الْمَدَىلِتُؤَسِّسَ مَمْلَكَةً لِلْقَلَقْوَتَغْرُسُ رَأْسَكَ تَحْتَ التُّرَابِكَأَنَّ الثَّرَى بَاتَ نَبْعَ شَبَقْ!إِلى أَيْنَ تَمْضِي؟أَمَا زَالَ حُلْمُكَ يَفْرِضُ تِلْكَ الْوِصَايَةَيُمْلِي عَلَيْكَ صَلاةَ اللَّيَالِيلِتَعْبُدَ زَهْرَ الْحَبَقْ؟إِلى أَيْنَ تَمْضِي؟إِلى أَيْنَ تَمْضِي؟!سَأَبْقَى أُلاحِقُ وَجْهَكَ في كُلِّ صُبْحٍتُطَارِدُ ظِلِّ الْهَوَىوَتُسَبِّحُ بِاسْمِ الطُّرُقْ!