إلى مصر
أَسكنتُكِ الأنْجُمَ الشَهْباءَ يا بلدي
فأنتِ أرضٌ منَ العلياءِ تَكسوني
سادتْ منازلَ قلبي مصرُ حاكمةً
مليكةً .. حضنُها الدافي يًلاقيني
غنَّى فؤادي بعشقٍ هائمًا طرِبًا
لحنَ الرضا يتسامَى فيَّ تكويني
مرسالُ عشقي لصداحٌ بلابلُهُ
دومًا يُدندنُ ألحانًا لِتُؤويني
لملمتُ جسمي، تركتُ الطُّهرَ من بقعٍ
فاسْتعلَتِ الكاهلَ الأوجاعُ تُبكيني
رحلتُ عنكِ ابتغاءَ الخيرِ منْ مننٍ
فحلَّ طيفُكِ بثَّ الشوقَ يُشجيني
ناجيتُه الليلَ أبكي بينَنَا شجَنًا
فراحَ يجْثو فلا تكفي شراييني
ينسابُ شعرُ حنينِي في هواكِ جوًى
يسيلُ منْ وَلَهي يُضْني دواويني
رحلْتُ لكنَّ روحي فيكِ عالقةٌ
وطيفُكِ الحِبُّ ضيفًا ليسَ يَكْفيني
قلبِي بمصرَ ولا أَبغي بها بدلا
فيها الأحبةُ، فيها النيلُ يرويني
فيها سنونَ مضتْ، فيها مراتعُنا
تلكَ التي في فؤادي اليومَ تُطْريني
أشتاقُ ريحَ بلادي فالهوا عبقٌ
يغازلُ الحسَّ مختالًا فيَسبيني
فريدةٌ مصرنا فضلا ومعرفةً
فأيُّ وصفٍ لدرٍّ منكِ يكفيني
أزفُّ حرفي وما وافٍ ثنا فمِهِ
إن صيغَ من لؤلؤٍ لا لن يُوافيني
إنِّي أتوقُ لغفوٍ بينَ سنْبلِها..
نُوَّارِها ..بينَ زهوٍ للرياحينِ
لأطلبنَّ ثراها إنْ دنا أجلي
ثرى سواها بديلًا لا يُوَاريني