الثلاثاء ١١ آذار (مارس) ٢٠٠٨

احتفال فلسطيني بإبراهيم نصر الله

يقام احتفال كبير في مسرح الميدان بمدينة (حيفا) الساعة السابعة والنصف من مساء الخميس الخميس الموافق 13 آذار مارس 2008، تحتفي فيه الأوساط الثقافية في فلسطين المحتلة بالشاعر والروائي إبراهيم نصر الله وبروايته الملحمية (زمن الخيول البيضاء).

ويشارك في الاحتفال الذي دعا إليه معهد إميل توما للدراسات ومكتبة كل شيء، السيد صالح عباسي الذي سيلقي كلمة المنظمين والكاتب سلمان ناطور والشاعر حنا أبو حنا والأديبة راوية بربارة والشاعر رشدي الماضي كما سيقدم الفنان المسرحي السينمائي سليم ضو مقاطع من الرواية وسيحضر إبراهيم نصرالله بكلمة مسجلة بالفيديو ويتخلل الاحتفال عزف وغناء.

وقال الكاتب سلمان ناطور: سيكون هذا النشاط كبيرا بما يليق بالكاتب المبدع وهذه الرواية الملحمية الكبيرة التي "يذهب فيها الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله إلى منطقة لم يسبق أن ذهبت اليها الروايات التي تناولت القضية الفلسطينية بهذه الشمولية وهذا الاتساع"

وقد جاء صدور هذه الرواية متزامنا مع الذكرى الستين لاحتلال فلسطين وبها يتوج الكاتب مشروعه الروائي (الملهاة الفلسطينية) الذي بدأ العمل عليه منذ عام 1985، والذي صدر منه ست روايات لكل رواية أجواؤها الخاصة بها وشخوصها وبناؤها الفني واستقلالها عن الروايات الأخرى.

تغطي (زمن الخيول البيضاء) ستين سنة من تاريخ الشعب الفلسطيني، بدءا من نهايات القرن التاسع عشر، حتى احتلال فلسطين في عام 1948 وتتناول مسار عائلة (كتبتْ الخيولُ أقدارَ رجالها) تؤمن بـ (أن عُمْر الرجال أطول من عُمر الإمبراطوريات) ومصائر عدد من الشخصيات، في رواية أجيال تتصارع فيها شخصيات متناقضة بصورة مريرة، لكن ما يجمع هذه الشخصيات هو حبّها للخيول. بطل شعبي فلسطيني استقى نصرالله شخصيته من عشرات الشهادات الشفوية المعززة بحكايات شعبية فلسطينية، تتابعه الرواية منذ طفولته، كرجل شجاع إلى أبعد الحدود وعاشق إلى أبعد الحدود؛ وإلى ذلك ضابط إنجليزي قاس مهووس بحب الخيول وشاعر في الآن نفسه، ونساء من طراز فريد متماهيات مع خيولهن وخيول رجالهن، وعدد آخر من الشخصيات بالغة الكثافة والحضور القوي.

وتحاور الرواية المفاصل الكبرى لهذه الفترة الزمنية الصاخبة بالأحداث بالغة التعدد، والصراع المرّ بين الفلاحين الفلسطينيين من جهة وزعامات الريف والمدينة والأتراك والإنجليز والمهاجرين اليهود والقيادات العربية من جهة أخرى، كما تقدم الرواية صورة عميقة لأدوار جيوش الإنقاذ وما حدث مع الجيش المصري بشكل خاص في عام 1948 حيث هنالك العديد من التفاصيل التي جرى تغييبها وتم استقاؤها من شهود عاشوا كل ذلك.

وتلتقي في هذه الملحمة الروائية، التي تعتمد في بنائها المشهدية السينمائية بشكل خاص، عدد من الفنون وتتكامل، وتتقدم الحياة الشعبية الفلسطينية اليومية في القرى والمدن لتحتل المشهد الإنساني الرّحب والحافل بحكايات البطولة والحب، الحياة والموت، والخيانة والصفاء والرحمة والقسوة، في حين تضيء ميثولوجيا الخيل أعمق زوايا أرواح الشخصيات والقيم الكبرى لمجتمع بالغ الحيوية في طقوسه وحكاياته.

وقد أثارت الرواية منذ صدورها اهتماما نقديا واسعا وهي واحدة من أكثر الروايات مبيعا في الأردن وفي معارض الكتب العربية، وفي فلسطين التي تم تخصيص طبعة لها.

ويرى الناقد الدكتور فيصل دراج أن (زمن الخيول البيضاء) هي الرواية الأكثر تماسكاً وتكاملاً، التي تأمّلت المأساة الفلسطينية، من نهايات القرن التاسع عشر إلى عام النكبة." في حين كتب الناقد العراقي الدكتور حاتم الصكر: "رواية رائعة عذبة وشجية، ستعيش في الذاكرة، كشخصياتها الاستثنائية التي رُسمت بمهارة شاعر وروائي كبير."

أما الدكتور أحمد حرب الروائي وأستاذ الأدب المقارن في جامعة بير زيت فيقول "هناك جهد هائل يقف وراء هذه الرواية، جهد جمالي وجهد تاريخي. ولا يستطيع الإنسان إلا أن يكون معجبا بوحدة الفني والتاريخي على هذا النحو. إنها إعادة كتابة للأوذيسة الفلسطينية."

من ناحية أخرى يقوم نصرالله بتوقيع (زمن الخيول البيضاء) في الثاني والعشرين من هذا الشهر في معرض الكتاب الدولي في البحرين، كما سيقدم شهادة حول تجربته في كتابتها في مدينة ميلانو الإيطالية في نهاية هذا الشهر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى