الأربعاء ٣١ أيار (مايو) ٢٠٠٦
يوم الاثنين 29 أيار 2006

افتتاح معرض من سهول بلادي للرازم والقدومي

افتتح مساء الاثنين 29 أيار مايو 2006 في عشتار عبدون (الأردن) وتحت رعاية الأستاذ الشاعر جريس سماوي أمين عام وزارة الثقافة وفي الساعة السادسة والنصف المعرض الفني التشكيلي ( من سهول بلادي ) للشاعرة التشكيلية عائشة الرازم والتشكيلية سناء القدومي ، وقد تميز المعرض المتضمن عشرين لوحة زيتية للتشكيلية عائشة وعشرين لوحة زيتية ومائية واكريليك للفنانة سناء القدومي بالحس اللوني المنسجم مع الرؤية الطبيعية الخلابة المتناسقة مع الوجع الغريب عند المبدعتين ، وتمثل المعرض بالشرح المقتضب لعناوين الأعمال وأهدافها الواضحة في تناول معالجة المشاعر الناجمة عن الانسياب الثنائي لاختلاط الرش اللوني باسم دموع اللون والشجر ، ودم على ثوب الشهيد ، وشجرة الوداع الأخير ومن سفوح عجلون ، ومن سهول بلادي وطائر الفينيق الذي يحتضن الشعب ويحلق باتجاه الفضاء التي تسلمت زمام التأمل وسماها الرواد لوحة ملحمية !

أما اعمال التشكيلية سناء القدومي العشرون فقد نهلت من السنابل الصفراء واختلطت مع حنجور الخريف الضاحك بلون البنفسج والزرقة المرتشفة من حضن السماء ، وحملت توائم العقبة وثغر الأردن الباسم وشمال و الوطن وجنوبه بتفاعل اللوحة والعيد المشتعل موسقى باتجاه الاحتفال والحزن على السفر الأخير في فلسطين !
ومما يجدر الانتباه إليه أن الفنانتين قد تعمدتا العمل على سطوح الكانفاس بأقل نسبة من العمل على سطوح الخشب السميك المحاكي لحركة الأصابع والكف والفرشاة ، وحيث السطوح الملساء عند الشجرة المبتسمة للون والحركة الإيقاعية للرسم المباشر تقول عائشة أنها الأكثر حناناً وانسياباً للدمعة والبسمة في آن واحد بينما القماش يتجعلك تاركا للكف إبرة التوضيح والتعبير في زمن الرسم يوفره عليك الخشب الأبدي للتوابيت المغلقة بانفتاح واستبشار الكائن الحي المتخشب تحت اللون والإبداع لا يموت حتى في أعمق حفرة في التراب !!

وبالنسبة للتقنيات التي تحدثت عنها الفنانتان ، فإن اللوحات الجديدة المعروضة قد توهجت بأسلوب فيه نفس خفيف وتأثير واقعي برأس الفرشاة المرشوشة بخفة الإبرة الدقيقة منمنمة الوجه الخفي للوحة ،وعبرتا خلال مداخلات الشاعر المبدع جريس سماوي وتأملاته الشاعرية بأنه يلحظ توافقاً للملامح في بعض الأعمال عند الفنانتين ، فقد أصاب بأن تدخلت الشاعرة عائشة وعلقت بأنها فعلاً تتدخل أحيانا في إيقاف الفنانة المشاركة في نفس المرسم عن العمل والتوقف عن وضع أي لمسة إضافية على اللوحة ، وتقول بأن العمل يكتمل ليس في رؤية الفنان ذاته أحياناً، بل في رؤية وبصر وشفقة الفنان الآخر إن صدف وتواجد معه في نفس المرسم ، وتقول أنها أحيانا تتقبل وقوف فنان آخر ليقول لها هنا توقفي ، وتصرخ أنها تجابه بعض الفنانين الذين يرسمون في المرسم بقولها اللوحة اكتملت كفى ، فهناك فنانون يتلفون أعمالهم ويلطخونها بألوان عشوائية لتغطية الأخطاء التي يرتكبونها بعد مساسهم باللوحة بالزيادة على تجسيمها الأول !!

وقد ألقى الشاعر جريس سماوي كلمة في اللقاء الفني ،و صرح فيها أن الوزارة بصدد برمجة وتأهيل إستراتيجية لحوسبة الإبداع المستقل ومن واجب المؤسسات الرسمية أن تعمل على رفده بالحياة والاستمرار ! وذلك لأنه يمثل هوية عالية الهمة للوطن وأريجه النامي في العالم ، وقال أن الإبداع واللوحة بالتحديد تعطي الأفق لوناً وجمالاً وبهاءً وتظل في الذاكرة شهادة حق على ألف عنوان من الحرية والجرأة في الابتكار من أجل البصر والبصيرة ! لأنه يدعم الحركة الثقافية ويؤهلها لدخول معترك الدنيا في العطاء دون خوف أو وجل من مراسيم فوقية ، وقال وبحكم كوني مبدعاً أولاً وآخراً فإنني أسعى بكل جهودي المدروسة لرفع سوية العطاء الإبداعي المتمثل في مثل تلك المؤسسات الرديفة والمنصهرة مع هواء البلاد الساعي للحرية والديمقراطية الحقة بالتعبير والكلمة ، وداعمةً للهواء الثقافي بإرادة المنتمين للوطن والحرية الإبداعية والممنهجة بثقة المتفائلين بالوطن وقدرته على الوقوف في وجه التحديات بالعمل والإبداع والسهروذلك الانتماء لعيون الوطن الحبيب !! وأن الشاعرة عائشة أنموذجاً لهذه المؤسسات الفردية المستقلة العاملة بنشاط على رفد وإغناء الساحة الثقافية !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى