الاثنين ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٥
بقلم أملي الغزاوي

الأسير

يسير معصوب العينين..

مقيد اليدين..

يرتطم بجدار تلو الجدار..

بغرفة أشد من ليل بلا قمر وأنوار..

وشوقه إلى ليالي السمر..

مع الأهل والقمر..

أشد قوة من شوق المركب إلى مياه البحار..

لكن ما العمل؟!..

أهذا هو القدر..

أن يحبس ويكبل بسلاسل الأسر..

قدره الذل والقهر..

أن يبحر في بحر دمائه..

أن يشرب من سيل دموعه..

ودون إذنٍ منه..

تعلو صرخته..

تطلب نجدته..

فيكون الجواب هو رد الصراخ بالصراخ..

والكلام باللطام..

والتذلل بالتجبر..

ومع أن صرخته جابت كل ارض..

زارت كل بيت بوابل من الدموع..

بإكليل ٍ من الشوك المضرج بالدماء..

دقت كل باب..

لكن ما من جواب..

غضت الأنانية أعينهم..

والبغيضة قلوبهم..

فيزيد فوق عذابه عذاب..

وفوق الملامة العتاب..

فكيف يرى أهله عنه أغراب..

دون إبداء أي استغراب..

فيا حمامات السلام غطي الأشجار..

ويا رايات السلام ارسخي فوق كل دار..

فهذا هو القرار..

قرار الأسرى والأحرار..

لا إهانة بعد اليوم..

ويحيا يحيا الثار..

فمهما طال الزمان يا وطني..

مهما أظهرت للعدو ضعفي..

فعلم أن داخلي رجل أقوى مني..

رجل قد يأكل الحديد ليحطم أسرك..

رجل قد يمشي على جمر النيران حتى يصلك..

فاصمدي يا قدس..

اصمدي يا روح كل نفس..


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى