الثلاثية المقدسة

أم كلثوم غنت لفلسطين والقدس قبل أن تضيع القدس وهى من أطلقت على القدس (قلب العروبة وضميرها) فقبل نكبة 1948 ذهبت أم كلثوم إلى فلسطين لتحيي حفلاتها وبدأتها من يافا في قاعة أبولو التي ازدانت واجهتها المركزية بتمثال لها ونشرت صحيفة فلسطين : أن يافا استعدت طيلة أسبوع لاستقبال كوكب الشرق أم كلثوم.

أم كلثوم غنت لأول مرة في القدس وحيفا عام 1929 وغنت في عامي 1931 و 1935 ونشرت جريدة الكرمل: أن أم كلثوم حازت على لقب كوكب الشرق عندما غنت في مقهى الشرق قصيدة أفديه إن حفظ الهوى وقد صرخت إحدى المتفرجات قائلة: م كلثوم أنت كوكب الشرق.. ولأم كلثوم شارع فسيح يحمل اسمها في بيت المقدس رغم أنف الاحتلال

أم كلثوم غنت في حيفا ويافا والقدس متبرعة بجزء من الإيراد لمقاومة هجرة اليهود والانتداب الانجليزي قبل حدوث نكبة 1948 وظلت تغني للقدس وفلسطين بعد النكبة.

بعد هزيمة 5 يونيو عام 1967 لجأت أم كلثوم إلى الأغنيات الوطنية والقصائد الدينية لتخفف من وقع صدمة الهزيمة وغنت من أشعار الشاعر والإذاعي والصحفي صالح جودت وألحان رياض السنباطي قصيدة حبيب الشعب بعد أن أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تنحيه عن الحكم عام 1967 نتيجة للنكسة ولكن الشعب المصري تمسك بزعيمه ورفض تنحيه وفي 25 نوفمبر عام 1972 غنت من أشعار صالح جودت وألحان رياض السنباطي أيضا الثلاثية المقدسة.

علاقة صالح جودت مع أم كلثوم بدأت قبل أن تلتقيه بل كانت أم كلثوم سببا في تقلده لقب الأستاذ الكبير وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره فعندما كان طالباً في مدرسة المنصورة الثانوية قرأ مقالاً في مجلة الصباح للكاتب الصحفي الكبير محمد عبد الرازق وهاجم في المقال أم كلثوم هجوماً قاسياً فكتب الطالب صالح جودت مقالاً دافع فيه عن أم كلثوم وأرسله في خطاب بالبريد إلى المجلة على أمل نشره وفوجئ بنشره بعنوان كبير وفي أسفله كتب بقلم الأستاذ الكبير صالح جودت.

ومرت السنوات وشاء القدر أن تقرأ أم كلثوم أشعار صالح جودت فأعجبت بعذوبته ورقته وتفرده وتميزه وكل هذا كان الدافع الحقيقي نحو اختيار أم كلثوم لكلمات من أشعاره لتشدو بها سواء في مجال القصيدة الوطنية أو الدينية.

أثناء التحضير للثلاثية المقدسة طلبت أم كلثوم من صالح تعديلات في بعض كلمات القصيدة وبلغ عدد الكلمات التي تم تغييرها تلبية لرغبة أم كلثوم 13 كلمة ونذكر منها كلمة ( رأيتك) في البيت الأول واستبدلت بـ (سمعتك) وكلمة ( قوموا ) في البيت الخامس استبدلت إلى (وسيروا) واستبدلت (يا ضياء الحرم) بـ (يا حديث الحرم) و(يطلع النور) بدلاً من (يشرق النور) واختارت أم كلثوم كلمة (وحدتها) بدلاً من (عزتها) وغيرت كلمة (بالإيمان) بدلاً من (بالقوة) واختارت في نهاية القصيدة كلمة (الشهداء) بدلاً من (السعداء) و(مهبط) بدلاً من (ساحة) و(الفجر) بدلاً من (الصبح) ومن يستمع إلى مقدمة الثلاثية المقدسة بصفة خاصة والقصيدة كلها بصفة عامة يجد واحدة من روائع الأغنيات الدينية التي شدت بها كوكب الشرق أم كلثوم.

تقول كلمات القصيدة:

لبيك اللهم لبيك
لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك
إن الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك لبيك
لا شريك لك لبيك
رحاب الهدى يا منار الضياء
رحاب الهدى يا منار الضياء
سمعتك في ساعة من صفاء
تقول أنا البيت ظل الإله
وركن الخليل أبي الأنبياء
أنا البيت قبلتكم للصلاة
أنا البيت كعبتكم للرجاء
فضموا الصفوف و ولوا الوجوه
إلى مشرق النور عند الدعاء
وسيروا إلى هدف واحد
وقوموا إلى دعوة للبناء
يزكي بها الله إيمانكم
ويرفع هاماتكم للسماء
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
الله أكبر، الله أكبر
الله أكبر، الله أكبر
الله أكبر، الله أكبر
يا عطاء الروح من عند النبي
وعبيرا من ثنايا يثرب
يا حديث الحرم الطهر الذي
يطلع النور به في اللغيهب
قم وبشر بالمساواة التي
ألفت بين قلوب العرب
والإخاء الحق والحب الذي
وحد الخطو لسير الموكب
والإخاء الحق والحب الذي
وحد الخطو لسير الموكب
والجهاد المؤمن الحر الذي
وصل الفتح به للمغرب
والإخاء الحق والحب الذي
وحد الخطو لسير الموكب
والإخاء الحق والحب الذي
وحد الخطو لسير الموكب
والجهاد المؤمن الحر الذي
وصل الفتح به للمغرب
أمة علمها حب السماء
كيف تبني ثم تعلو بالبناء
فمضت ترفل في وحدتها
وتباهي في طريق الكبرياء
بيد توسع في أرزاقها
ويد تدفع كيد الأشقياء
بيد توسع في أرزاقها
ويد تدفع كيد الأشقياء
سادت الأيام لما آمنت
أن بالإيمان يسمو الأقوياء
فإذا استشهد منهم بطل
كانت الجنة وعد الشهداء
الله أكبر، الله أكبر
لا إله إلا الله
من مهبط الإسراء في المسجد
من حرم القدس الطهور الندي
من مهبط الإسراء في المسجد
من حرم القدس الطهور الندي
أسمع في ركن الأسى مريما
تهتف بالنجدة للسيد
وأشهد الأعداء قد أحرقوا
ركنا مشت فيه خطى أحمد
وأبصر الأحجار محزونةً
تقول واقدساه يا معتدي
لا والضحى والليل إما سجى
وكل سيار به نهتدي
لا والضحى والليل إما سجى
وكل سيار به نهتدي
لن يطلع الفجر على ظالم
مستغرق في حقده الأسود
سترجع الأرض إلى أهلها
محفوفة بالمجد والسؤدد
والمسجد الأقصى إلى ربه
مزدهيا بالركع السجد
ستشرق الشمس
ستشرق الشمس على أمة
لغير وجه الله لن تسـجد