السبت ٧ آذار (مارس) ٢٠١٥
بقلم حسن خاطر

الحمام جدير بحبي

«ساندرا كلارك» انجليزية تهوى تربية الحمام بعشق وجنون وذلك منذ بداية حياتها العملية وتمتلك عشرات الأزواج من غالبية الأنواع مثل «الحمام البري» و«الحمام البلدي» و«الحمام الرومي» و«الحمام الزاجل» و«حمام الزيزيه» أحد سمات جزر الملايو و«حمام بومبيه» الذي موطنه مارسيليا بفرنسا .. هذا إلى جانب أنواع مختلفة أخرى من الحمام.
ولم يقتصر حب «ساندرا كلارك» للحمام على مجرد التربية بل أنها سخرت قلمها في تدوين هذا الحب فأصدرت كتابا مصورا عن الحمام وقصتها معه وقد زينت الكتاب بعنوان «الحمام جدير بحبي» نقلت لنا خلاله تفاصيل ميلاد حبها العنيف للحمام ذلك الطائر الذي قالت عنه أنها تُعامل كل حمامة تقتنيها وكأنها إبنة لها .. فتطعمها وتسقيها وتهتم بها فوق ما يتخيله بشر.

«حمام الأمراء والملوك»
وعن أحب أنواع الحمام بالنسبة لها قالت «ساندرا» أنها تعشق «حمام لاهور» وتقتني منه الكثير وتقول عنه أنه طائر فضي اللون يكثر في الهند ويهاجر البعض منه إلى الصين ويُعد من أكثر أنواع الحمام فتنة وجمالا ولذلك يُطلق على هذا النوع من الحمام لقب «حمام الأمراء والملوك» وهو نوع نادر جدا بل يُعد بمثابة رمزا للأصالة بأعمق وأدق معانيها ومصدر راحة للناظرين إليه لما يحمله من أناقة وشكل بديع وذوق رفيع.

يلي ذلك النوع من حيث إعجاب «ساندرا» بها «الحمام الزاجل» والذي يُسمى أيضا "حمام المراسلة" وهو الذي ينقل الرسائل إلى مختلف الجهات ثم يعود إلى موطنه مهما بلغت المسافات فهو يطير لمسافة تزيد على 1000 كيلومتر ويطير بدون إنقطاع لمدة 15 ساعةمتواصلة بسرعة كيلومتر في الدقيقة تقريبا وهو يزن 1.5 رطلا وله منقار عريض مُغطى بثنيات أنيقة وجسمه قوي ممتلئ في تناسق بديع والبعض منه أزرق أو بني أو أبيض والجناح والأكتاف فاتحة اللون.
"طرائف ونوادر"

ثم تناولت "ساندرا كلارك" في فصل مستقل بكتابها "الحمام جدير بحبي" كل نوع من أنواع الحمام على حدة بالشرح والتفصيل وإختتمت فصول كتابها بأهم وأطرف نوادر الحمام وأشارت إلى أن الثروة التي كونها الملياردير الإنجليزي "روتشيلد بول" في لندن كان مصدرها بيع وشراء والإتجار في مختلف أنواع الحمام وبخاصة تلك الأنواع النادرة مثل تلك الحمامة التي حملت رسالة بها نبأ الهزيمة التي لحقت بالفرنسيين وبالتحديد بنابليون بونابرت في موقعة "واترلو" تلك المعركة التي قضت على نابليون سياسيا وعسكريا.وعن أسباب هزيمة الفرنسيين في الحرب العالمية الثانية ذكرت "ساندرا" في كتابها أن هيئة قيادة أركان الحرب الفرنسيين لا يستبعدون أن يكون من أهم أسباب الهزيمة هو عدم استخدام أسراب "الحمام الزاجل" في المهام الخاصة بالمراسلة بالمراسلة والإستطلاع حيث أنه في عام 1940 قرر بعض القادة الفرنسيين إلغاء إستخدام "الحمام الزاجل" في سلاح الإشارة والإتصالات بالجيش الفرنسي فإختل نظام الإتصالات ووقعت الكارثة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى