الفنان عبد المنعم مدبولي في ذمة الله

توفي اليوم الأحد الفنان عبد المنعم مدبولي صاحب إحدى أهم المدارس الكوميدية المصرية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وتوفي مدبولي في أحد مستشفيات القاهرة عن عمر يناهز 85 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

والفقيد وهو من مواليد عام 1921 متزوج وله ولدان وبنت، وقد أسس عام 1952 فرقة "المسرح الحر" لكنه عمل في الوقت نفسه مع سبع فرق أخرى. وكان له الفضل في اكتشاف عدد كبير من الفنانين الكوميديين مثل فؤاد المهندس وعادل إمام والراحلين محمد عوض وأبو بكر عزت، كما شارك في نحو 50 فيلما سينمائيا.

ولد مدبولي في منطقة باب الشعرية الشعبية في القاهرة وعاش طفولة بائسة، وعندما توفي والده كان عمره ستة أشهر فقط، واضطر للعمل عاملا بسيطا قبل أن يلتحق بفرقة فاطمة رشدي المسرحية ثم دخل معهد التمثيل وتخرج فيه عام 1949.

عمل في بداياته في ورش الفنون التطبيقية حيث التقى رائد المسرح المصري الحديث جورج أبيض الذي تنبأ له بمستقبل باهر في المسرح.

وأعطت مشاركة مدبولي في برنامج "ساعة لقلبك" الدرامي الإذاعي المعروف شهرة جماهيرية أسهمت في انطلاقه.

وعلى صعيد الدراما التلفزيونية قدم العديد من المسلسلات أهمها "بابا عبده" و"شارع عماد الدين"، وإلى جانب نجاحه في التمثيل عرف مدبولي مخرجا مسرحيا أعطى الثنائي فؤاد المهندس وشويكار، أهم فناني الكوميديا في الستينيات، واحدة من أهم مسرحياتهما وهي "أنا وهو وهي" التي أطلقت كذلك عادل إمام قبل تألقه في مسرحية "مدرسة المشاغبين".

من أهم المسرحيات التي أخرجها "حالة حب" و"مطار الحب" و"السكرتير الفني" و"مطرب العواطف" و"أصل وصورة" و"حلمك يا شيخ علام" التي قام ببطولتها الراحل أمين هنيدي.

ومن هذه المسرحيات انطلق مصطلح "المدبوليزم" لوصف هذه المدرسة الكوميدية اعترافا بقيمة مدبولي وأهميته أحد أعمدة الكوميديا في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

لعب أهم أدواره المسرحية في مسرحية "ريا وسكينة" إلى جانب المطربة والفنانة الشهيرة شادية التي وقفت فيها على خشبة المسرح لأول وآخر مرة، وكان آخر ظهور له على المسرح قبل ثلاثة أعوام في مسرحية "وسط البلد".

ومن أشهر الأفلام التي شارك فيها "مولد يا دنيا" و"الحفيد" و"إحنا بتوع الأتوبيس" و"حب في الزنزانة" و"المرأة والساطور". وآخر أفلامه "أريد خلعا" مع الكوميدي الشاب أشرف عبد الباقي وحلا شيحا.