الاثنين ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٤

الفن في مواجهة الإبادة

استمرار معرض «فلسطين صامدة وجذرها كالزيتون» في جاليري رؤى 32 للفنون

حركت الأحداث الدموية التي يشهدها قطاع غزة المحاصر بعد 7 أكتوبر 2023 جراء الإبادة الجماعية الوحشية الفاشية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمساجد والكنائس والبيوت والمؤسسات المختلفة الضمير الإنساني في مختلف أنحاء دول العالم التي حركتها مشاهد الموت والدمار جراء القصف الوحشي الصهيوني والذي لم يشهد التاريخ مثيلاً له.. ولم يستطع الفنان التشكيلي العربي أن ينأى بفنه وأراد أن يشارك في هذه المعركة من خلال الخط واللون، من هنا انطلق 18 فنانة وفناناً في معرضهم الموسوم " فلسطين صامدة وجذرها كالزيتون". الذي أقيم يوم السبت ٢٣ كانون الأول 2023 في “جاليري رؤى32 للفنون " عمان الأردن. وجاء معرضهم الذي سيستمر حتى يوم الخميس 25 كانون الثاني 2024، ليؤكدوا من خلاله وقوفهم مع شعبهم الفلسطيني في غزة والضفة الذي يقاتل من أجل حقه في الحرية والاستقلال وان مقاومته هي حق مشروع كفلتها القوانين الدولية والشرائع السماوية.

هذه التظاهرة شارك فيها ثلة من الفنانين: " جهاد العامري، وداليا علي، ورائد قطناني، وعثمان شهاب، وعماد أبو إشتية، وغازي انعيم، وكوثر دمق، ومحمد العامري، ومحمد سمارة، ونصر عبد العزيز، ونسمة محرم، وسعاد عيساوي. وللراحلين الكبار نذير نبعة، وأحمد نعواش ومصطفى الحلاج، وعبد الحي مسلم، وعدنان يحيى. هذا، بالإضافة إلى المعرض الدائم لمجوهرات لمى حوراني ". حيث سعى هؤلاء الفنانين من خلال هذه المشاركة إلى فضح وإدانة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين من قبل العدو الصهيوني والدول المتحالفة معه والتي تساهم في سفك الدم الفلسطيني وحصاره ومنع الماء والغذاء والدواء والكساء عنه.

هذا المعرض الذي شارك فيه أجيال مختلفة وكذلك فنانون راحلون تنوعت موضوعاتهم وتقنياتهم ويشير إلى أن القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة وهي تسكن وجدان تلك الأجيال وصحيح أن الأعمال الفنية لم تكن مباشرة أي لم تتناول الحدث الساخن إذا استثنينا أعمال الفنان الراحل عدنان يحيى والتي تظهر وحشية وفاشية العدو في غزة وصبرا وشاتيلا، ويأتي عدم تناول الحدث لإدراكهم أن الصورة التي تنقلها الفضائيات من أرض الواقع أبلغ وأكثر تأثيراً في المتلقي، وأن الأعمال الفنية المؤثرة والتي تتبعناها عبر التاريخ عادة ما يتم رسمها بعد انجلاء غبار المعارك، وأن الفعل هو للكلمة والقصيدة والأغنية وللملصق وللشارع.. ورغم ذلك فإن الأعمال الفنية التي قدمها المشاركون في المعرض هي من صلب معاناة الفلسطيني. وهي تحاكي القضية الفلسطينية لذلك نشاهد المرأة الفلسطينية حاضرة بزيها المطرز وكذلك المدن الفلسطينية وبشكل خاص القدس بالإضافة إلى ذلك نشاهد التراث والأيقونات والأساطير الفلسطينية وصرخات الاحتجاج على واقع الاحتلال الذي لا يقيم وزناً لقرارات مجلس الأمن الدولي ولا لقرارات الأمم المتحدة ويضرب بعرض الحائط جميع القوانين الإنسانية.

لقد أراد هؤلاء الفنانين الذين سيتبرعون 20 % من قيمة مبيعات أعمالهم لأهلنا في غزة؛ أن يؤكدوا من خلال هذه المشاركة وقوفهم إلى جانب معاناة أهلهم في غزة وأن يوظفوا خبراتهم الفنية لإيصال صوتهم إلى شعوب العالم. لا سيما أن هناك انتقال في مضمون ‏اللوحة ولغتها التعبيرية، فاللوحة في هذه المرحلة صارت الموقف والفن أصبح لديه مهمة ‏تثقيفية وتحريضية تصب في صالح القضية الفلسطينية، والرسم الآن يجب أن يكون لإبراز ‏وإثبات حقائق ما يحدث على أرض فلسطين...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى